
-
حين تمر بمحافظة القنفذة، تدرك أنك أمام أرضٍ ليست ككل الأراضي. فهي تجمع في تفاصيلها بين السهل والجبل، والبحر والوادي، والتاريخ والحضارة.
موقعها الجغرافي على الشريط الساحلي الجنوبي الغربي، وتنوعها الطبيعي، وأصالة أهلها، يجعلها مؤهلة لتكون مركزًا حضريًا متكاملاً يخدم المنطقة بأسرها، لا مجرد مدينة ثانوية.
لكن الواقع لا يزال يقول: القنفذة تستحق أكثر… بكثير.
🏫 التعليم العالي… تخصصات محدودة وطموحات معلقة
رغم وجود كلية للبنين والبنات تابعة لجامعة أم القرى، إلا أن التخصصات المتاحة لا تلبي طموح كثير من الطلاب والطالبات.
ما زالت الفتيات، على وجه الخصوص، يُجبرن على السفر لمسافات بعيدة لمواصلة الدراسة في تخصصات حيوية كالهندسة، الإعلام، الطب، أو اللغات.
بل الأدهى، أن مشروع كلية التقنية للبنات بالقنفذة، والذي يقع شرق محطة الكهرباء بالقرب من قرية آل زياد، ما زال متعثرًا منذ سنوات، دون تشغيل أو اكتمال!
هذا التعطل يترك فراغًا مؤلمًا أمام خريجات الثانوية، ويحرم المحافظة من روافد تنموية مهمة كانت كفيلة بتوفير الكوادر وتأهيل سوق العمل.
🛒 سوق أحد بني زيد… تراث يُنتظر الاهتمام
لا يمكن الحديث عن القنفذة دون ذكر سوق أحد بني زيد الشعبي، ذلك السوق الذي امتد عبر أجيال، وشكّل ملتقى للقبائل والمزارعين والتجار عبر الزمن.
قد شهد السوق مؤخرًا بعض التحسينات والتعديلات، وهذا يُحسب للجهات المعنية، لكنه لا يزال يحتاج إلى نقلة نوعية تُراعي تاريخه وتُعيد له مكانته كسوق تراثي متكامل يجذب الزوار ويخدم المجتمع.
🏘️ قرى عجلان… والخدمات الغائبة
في الجهة الشرقية، تعاني قرى عجلان من نقص واضح في الخدمات الأساسية:
شبكات الاتصال ضعيفة جدًا، والانترنت يكاد لا يُذكر في بعض المواقع،
التيار الكهربائي يتقطع بشكل متكرر ومربك للأهالي، خاصة في فصل الصيف،
شبكة تحلية المياه غائبة أو شبه معدومة، مما يجعل السكان يعتمدون على وسائل بدائية أو مكلفة للحصول على الماء.
هذه المعاناة اليومية تُرهق المواطن البسيط، وتعيق جودة الحياة، وتتناقض مع تطلعات رؤية 2030 في أن تشمل التنمية كل المحافظات دون استثناء.
🚧 القنفذة تستحق أكثر… ليس بالمجاملات، بل بالحق
ليست القنفذة مدينة عابرة، بل بوابة الجنوب الغربي، وواجهة بحرية، وملتقى حضاري.
وفي ظل ما تشهده المملكة من تحولات كبيرة ونقلة تنموية غير مسبوقة، لا يليق أن تبقى هذه المحافظة المهمة في الخلف.
نحن لا نطلب المستحيل، بل نطالب بتسريع ما هو موجود فعلاً:
تشغيل المشاريع التعليمية المتعثرة
زيادة التخصصات الجامعية الحيوية
تطوير البنية التحتية للاتصالات والكهرباء والمياه
تحويل السوق الشعبي إلى نقطة جذب سياحي واقتصادي
🌟 ختامًا: القنفذة لا تطالب بامتياز… بل بإنصاف
أهالي القنفذة صبورون، مخلصون، ويدركون أن التنمية تحتاج وقتًا.
لكن حين تكون المشروعات متوقفة، والخدمات متأخرة، والاحتياجات واضحة، فمن حقهم أن يُسمع صوتهم باحترام واهتمام.
ونحن على ثقة أن ولاة الأمر وقيادات المنطقة ووزارة التعليم والجهات الخدمية، لن تترك هذه المحافظة الجميلة خلف الركب، وأن صوت المواطن فيها سيكون محل تقدير كما عهدنا دائمًا في وطننا الكبير.
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.