في حقيقة الامر والذي لا اخفيكم سر انني جلست مع نفسي افكر ماسر حب الناس لهذا الرجل وقد استعرضت كثيرا من شريط حياة هذا الرجل فهل صفة الكرم التي يتحلى بها هي السبب في محبة الناس له ؟ ام ان اخلاقه وتواضعه وما يتصف به من دماثة الاخلاق هي السبب الحقيقي وراء محبة الناس له ؟ ام انه يخدم جميع أطياف المجتمع دون تمييز داخل محافظة المجاردة وخارجها ام ان عطفه على الفقراء والمساكين كان وراء ذلك ام ان حضوره لجميع المناسبات في الافراح والاتراح دون تفضيل كان وراء ذلك وهذه بعض من صفات الشيخ واعماله فيكفي من القلادة ما احاط بالعنق فقد ذكرت تلك الصفات على سبيل المثال ولكنني من وجهة نظري ان هذه الصفات ليست هي السبب الحقيقي في حب الناس للشيخ عاطف رحمه الله وذلك عندما تنظر الى الجموع الغفيرة التي جاءت من كل حدب وصوب للمشاركة في تشييع جنازته فقد مات الشيخ فليس هناك مجال للنفاق والكذب فربما لوكان حيا لقلنا ذلك ولكنه مات وفاضت روحه الى بارئها فمعنى ذلك ان هناك سر كبير لا يعلمه الا الله وبعد تفكير عميق وجدت الإجابة الشافية والكافية في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، ومعنى يوضع له القبول أي: أن قلوب العباد تحبه، إذا رآه أحد أحبه كما في قوله تعالى عن موسى : وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي [طه:39] ما رآه أحد إلا أحبه، فوضْعُ القبول للعبد في الأرض دليل على محبة الله له، والمقصود بوضع القبول له عند أهل الإيمان، والنبي ﷺ يقول: أنتم شهداء الله في الأرض نسأل الله ان يجعل الشيخ عاطف من أحبابه وأوليائه، وأن يعيننا وإياكم على طاعته، وأن يغفر لنا وله ، اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مبتلانا، واجعل آخرتنا خيرًا من دنيانا، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.
المحامي
حسن احمد حرجل الفصيلي
