أكد استشاري أول وخبير علاج أمراض الكلى الدكتور فيصل عبدالرحيم شاهين ، أن التطور الطبي الذي يشهده العالم في مجال جراحة زراعة الأعضاء قد فتح آفاقًا جديدة للمرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي المزمن، موضحًا أن زراعة الكلى بالمنظار تُعد نقلة نوعية مهمة في هذا التخصص، لما توفره من فوائد متعددة مقارنة بالطرق التقليدية.
وقال د.شاهين إن زراعة الكلى بالمنظار تعتمد على إحداث شقوق صغيرة في جدار البطن، وإدخال أدوات دقيقة مزودة بكاميرا عالية الوضوح، مما يتيح للجراح إجراء العملية بدقة متناهية دون الحاجة إلى فتح جراحي كبير كما كان يحدث سابقًا ، وهذه التقنية ساعدت بشكل ملموس في تقليل حجم الألم بعد العملية، وخفض نسبة النزيف والالتهابات، فضلًا عن تقليل فترة البقاء في المستشفى، وهو ما ينعكس على سرعة عودة المريض إلى حياته الطبيعية.
وأضاف: من أبرز المميزات عند المرضى الذين خضعوا لزراعة الكلى بالمنظار هي سرعة التعافي، وقلة الحاجة إلى تناول المسكنات مقارنة بالجراحة التقليدية ، كما أن الجانب التجميلي كان له أثر إيجابي نفسيًا على المرضى، إذ إن الندوب الناتجة عن العملية تكون صغيرة جدًا وأقل وضوحًا.
وأشار د.شاهين إلى أن هذه التقنية ليست متاحة في جميع المراكز الطبية بعد، حيث تتطلب تجهيزات متقدمة وفريقًا جراحيًا متمرسًا في جراحات المناظير وزراعة الأعضاء، مؤكدًا أن اختيار المريض المناسب لهذه التقنية يخضع لتقييم شامل لحالته الصحية ومدى ملاءمته لها.
وتابع قائلًا: الدراسات الحديثة أثبتت أن النتائج الوظيفية للكلى المزروعة بالمنظار لا تقل كفاءة عن تلك التي تُزرع بالجراحة المفتوحة، بل إن بعض الدراسات أظهرت تفوقها من حيث تقليل المضاعفات ورفع مستوى رضا المرضى ، وهذا يعزز من مكانة هذه التقنية كخيار مفضل للمستقبل.
واختتم د.شاهين تصريحه بالتأكيد على أن زراعة الكلى بالمنظار تمثل خطوة متقدمة نحو تحسين جودة حياة المرضى، مشددًا في الوقت ذاته على أن نجاح العملية يعتمد على تكامل المنظومة الطبية بدءًا من مرحلة التحضير والفحوصات الدقيقة، وصولًا إلى مرحلة المتابعة بعد الزراعة لضمان استقرار عمل الكلية المزروعة والمحافظة على حياة المريض.
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
