مختص : قبل “النوم” بساعة ابتعدوا عن “جوالاتكم” لهذه الأسباب

تابعوا صوت الوطن على

أكد طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أن العادات المتعلقة باستخدام الهاتف الذكي قبل النوم تمثل خطرا صحيا حقيقيا لا يمكن تجاهله، مشيرًا إلى أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يعد من أهم العوامل التي تؤثر سلبا على النوم وجودته، كما بينت ذلك عدة دراسات علمية معاصرة.
وأوضح د.ضياء أن دراسة نرويجية حديثة بينت أن استخدام الشاشة لمدة ساعة قبل النوم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالأرق بنسبة حوالي 59٪، كما أن النوم يقل بحوالي 24 دقيقة للمستخدم في تلك الساعة مقارنة بمن يبتعد عن الشاشة.
وحول تأثير الضوء الأزرق على إفراز الميلاتونين قال د.ضياء: إنه وفقًا لدراسة منشورة في المجلة الطبية Chronobiology in Medicine (2024)، فإن تعرض طلاب يستخدمون الأجهزة اللوحية (تابلت) تحت تأثير ضوء أزرق لمدة ساعتين في المساء أدى إلى انخفاض إفراز الميلاتونين بنحو 55٪، وتأخر بدء إفرازه حوالي ساعة ونصف مقارنة بطلاب قرأوا كتابًا مطبوعًا تحت إضاءة منخفضة ، إذ إن هذا التعرض يُعطّل الساعة البيولوجية ويُثبّط إنتاج الميلاتونين، مما يُقلّل من جودة النوم ومدته.
وأشار إلى أن هذه العادة السلبية لا تؤثر فقط على النوم، بل تمتد انعكاساتها إلى صحة العين والجهاز العصبي ، فالتعرض المستمر للشاشات في أوقات متأخرة من الليل، خاصة في الإضاءة الخافتة، يتسبب في إجهاد العين ويؤدي إلى مشكلات مثل الصداع وجفاف العين وعدم وضوح الرؤية، وهو ما قد يتفاقم على المدى الطويل ليؤثر على كفاءة النظر وخاصة عند الأطفال، حيث يكون ضرر الضوء الأزرق أكبر على الأطفال؛ لأن أعينهم تعمل على امتصاص الضوء الأزرق بشكل أكبر ، كما أن الاستخدام المفرط للهاتف قبل النوم يحفز العقل ويدفعه إلى حالة من النشاط واليقظة، ما يجعل الاسترخاء أمرًا بالغ الصعوبة ويزيد من احتمالية الإصابة بـ “الأرق المزمن”، فيما كشفت دراسة جديدة عن رابط قوي بين الإصابة بالنوع الثاني من السكري، وكثرة استخدام الهاتف المحمول والشاشات الذكية ليلا قبل الذهاب للفراش بنسبة قد تصل لأكثر من 60٪؜ مقارنة بأولئك الذين كانوا أقل تعرضا للأشعة في وقت مبكر.
وأضاف د.ضياء أن قلة النوم أو اضطرابه لهما تبعات صحية أوسع، إذ ينعكسان مباشرة على جهاز المناعة فيضعفان قدرته على مقاومة الأمراض، بجانب رفع مستويات التوتر والقلق والإجهاد النفسي، والتأثير على الذاكرة والتركيز والأداء الوظيفي والدراسي، ويواصل د.ضياء : من الأضرار الأخرى التي قد يسببها استخدام الهاتف المحمول هي حدوث ألم وتشنج في عضلات الظهر والرقبة “رقبة الرسائل النصية”, فعندما يحدق الفرد في الجوال لفترات طويلة فإن ذلك يؤدي إلى ظهور خطوط وتجاعيد على رقبته تجعله تبدو كأنه تقدم في السن قبل الأوان ، كما أن الدراسات الحديثة ربطت بين اضطرابات النوم والتعرض للضوء بشكل كبير خلال الليل ، وأن اولئك الأشخاص هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والسمنة ، حيث كشفت دراسة بريطانية جديدة عن رابط قوي بين الإصابة بالنوع الثاني من السكري، وكثرة استخدام الهاتف المحمول والشاشات الذكية ليلا حيث يُؤثر سلبًا على إفراز هرمون الأنسولين المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى ذلك
تشير دراسة نُشرت في مجلة (Psychiatry Research) إلى أن إدمان الهاتف المحمول يشبه إدمان المواد المخدرة من حيث تأثيره على نشاط الدماغ ، إذ أظهر الأشخاص المدمنون على هواتفهم مستويات أعلى من القلق وكانوا يواجهون صعوبة في التركيز على المهام عندما لا يكونون بحوزتهم هواتفهم.
ويوجه د.ضياء نصائح مهمة تتمثل في: تقليل زمن استخدام الهاتف قبل النوم ، فكلما قل الوقت صغر الأثر ، إذ يجب تجنب استخدام الهاتف قبل النوم بساعة على الأقل ، والابتعاد عن الشاشات لفترات طويلة مساءً، وخصوصًا استخدام الأجهزة اللوحية أو مشاهدة مقاطع الفيديو أو التصفح الاجتماعي قبل النوم ، وتفادي انتهاء اليوم باستخدام الهاتف أو التابلت خلال الساعة الأخيرة قبل النوم، لأن الإفراط (أكثر من ساعة) يضاعف من المخاطر بشكل كبير ، وتفعيل مرشحات الضوء الأزرق أو الوضع الليلي في الهواتف والأجهزة الذكية، مما يساعد على تقليل التأثير الضار على إفراز الميلاتونين ، واتباع روتين نوم منتظم ، فتحديد موعد ثابت للنوم والاستيقاظ، وتهيئة غرفة نوم خالية من الأضواء القوية والإشعاعات الإلكترونية قدر الإمكان ، وإدخال أنشطة مهدئة قبل النوم مثل القراءة الورقية، التأمل، التنفس العميق، لتقليل اليقظة النفسية والعقلية الناجمة عن التفاعل مع المحتوى الرقمي.
وفي ختام تصريحه شدد د.ضياء على أن هذه الحقائق العلمية ليست مجرد توصيات عامة، بل استنتاجات مدعومة بأرقام واضحة، وأن التغيير في العادات الرقمية المسائية قد يحدث فرقا كبيرا في جودة النوم والصحة النفسية والجسدية، ويعزز رفاهية الفرد وحياته اليومية.