سأبدأ مقالتي المتواضعة بهذه الأبيات للشاعر علي بن محمد بن الحسين البٌستيِ وهو شاعر من شعراء القرن الرابع الهجري إذ يقول :
إزرع جميِلاً ولو في غير موضعهِ
فلا يضيع جميلاً أينما زرعا
إن الجميل ولو طال الزمان بهِ
فلن يحصدهُ إلا الذي زرعا
دائماً المظهر ليس كل شيء فاهوكبقعة ضوء من خلف حجاب لا نرى الجانب الآخر منه وقد نٌتسرع بالحكم على ذلك المنظر الجذاب الظاهر لنا ولكن لاندري مايخفيه الجانب المظلم وحتى لانخرج عن صلب موضوعنا بعض المواقف تظهر لك معادن الرجال وكذلك هو الحال من لايشعر بصمتك لايفهم حديثك, فعند الخصام والغضب تعتل النفسية وينكرون منهم الجاحدون الفضل والمعروف ويفشوا السر ويضيعوا الأمانةّ!
ان مايميِز الطيبون عن غيرهم هم الذين يعترفون بجميل غيرهم أما أخبثهم نفاقاً هو من ينكرمعروفهم ويتكبرعليهم وهو يعرف قيمة نفسه أيها كان معدنُها !
من ينكر جميل قلبك ووفائك حتماً سينكر جميل أفعالك, هكذا هي حياة الآخرين من البعض مهما كنت ودوداً مُحسناً معهم لن يثمر معهم الجميل ولكن تأكد إنه لن يحصدهُ إلا زارعه مهما طال به الوقت والزمن !
كثير مواقف بحياتنا تعرض لها الكثير وكانت مؤلمة جداً ولكن ليست ببشاعة صفات ناكر الجميل او جاحده فهي صفةً سيئة مذمومة ومن لايشكرغيره لا يُشكر!
كم مر علينا بهذه الحياة في معاملاتنا وتعاملنا صفات متعددة ووجوه مختلفه في البدايه تجدهم يذهلونك بأخلاقهم وتميِزهم وتعاملهم ولكن سبحان الله تتمنى بالأخير انك لم تعرفهم ولم تتعرف عليهم !
يقول أحدهم ليس عليك أن ترد الجميل إن لم تستطع ولكن اقل شي كُن أرقى من ان تنكره !
فنحنُ لا نستطيع أن نعيد تربية الآخرين او علاج مثل هذه الحالات ممن ينكر ويجحد المعروف ولكن علينا فقط التركيز على تطوير ذاتنا في مواجهة مثل هذه النماذج في نمط الشخصية المتهلهلة والمتهاكلة التي قد أُصيبت او مرت بحالة نفسية عصيبه!
لذلك نحن كبشر أسوياء نعاشر الجاحد اللئيم والشكور الطيب..فمنهم من أحسنت اليه شكرك وحفظ لك الجميل ولم ينسى أي موقف طيب لك بل حفظه في قلبه ووجدانه وكلما مرت بذاكرته تلك المواقف تمسك بمن وقف الى جانبه وكبرت مكانته في حياته ولم يتخلى عنه لأي سبب كان..هؤلاء هم الاسوياء عقلا وتفكيرا وأصحاء النفوس..ومنهم من تحسن اليه فيقابلك بالنكران والجحود وقسوة القلب..هؤلاء هم مرضى النفوس الذين لا يعرفون الا الحقد والكراهية ويفتقدون معنى الانسانية والرحمة ولا يوجد في قاموس حياتهم أي معنى للمحبة أوالتسامح !
همسة:
جزى الله الشدائد كل خيراً
عرفت بها عدوي من صديقي