المحليات

استشاري : الوقاية من “هشاشة العظام” تبدأ من تفاصيل الحياة اليومية البسيطة

تحتفل الأوساط الصحية في جميع دول العالم في العشرين من أكتوبر 2025 باليوم العالمي لهشاشة العظام ، وذلك لتسليط الضوء على انعكاساته باعتباره أحد أكثر الأمراض الصامتة انتشاراً في العالم، والذي يمس جودة الحياة بشكل مباشر.
وفي هذا الإطار يقول أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، إن مرض هشاشة العظام الذي يعرف بـ “اللص الصامت” لا يصيب الكبار فقط كما يعتقد البعض، بل يمكن أن تبدأ جذوره من مرحلة الطفولة المبكرة، عندما تُهمل تغذية الطفل أو يحرم من النشاط البدني والتعرض الكافي لأشعة الشمس، وهي العوامل التي تشكل الأساس في بناء عظام قوية ومتينة.
وأشار إلى أن أهمية هذا اليوم العالمي تتجلى في تعزيز وعي الأسر والمجتمعات بأهمية الوقاية المبكرة، وتوجيه الجهود نحو الأطفال بوصفهم الفئة التي يمكن من خلالها بناء جيل قوي بدنيًا وصحيًا ، فالعظام تشبه البذور التي تزرع في الصغر وتثمر في الكبر، وما يكتسب من عادات غذائية وصحية في سنوات النمو الأولى يحدد إلى حد كبير قوة العظام في المستقبل.
وأوضح أن الوقاية تبدأ من تفاصيل الحياة اليومية البسيطة التي قد يغفل عنها كثيرون، مثل تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين (د) كالحليب ومشتقاته، والأسماك الدهنية ، والخضراوات الورقية كالسبانخ والبروكلي، إضافة إلى قضاء وقت كاف في ضوء الشمس الصباحي، باعتباره المصدر الطبيعي لفيتامين (د) الذي يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم وبناء العظام.
وبين أن هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى هشاشة العظام حتى في مراحل مبكرة، من بينها قلة النشاط البدني، واعتماد الأطفال والمراهقين على الأجهزة الإلكترونية فترات طويلة دون حركة، مما يقلل من نمو العضلات والعظام بالشكل الطبيعي، إضافة إلى الإفراط في تناول المشروبات الغازية التي تؤثر سلبًا على امتصاص الكالسيوم، بجانب إتباع العادات الغذائية الخاطئة كإهمال وجبة الإفطار أو قلة شرب الحليب ، كما نبه إلى أن بعض الحالات قد تتأثر بعوامل وراثية أو استخدام بعض الأدوية لفترات طويلة دون متابعة طبية دقيقة.
وأضاف د.الأغا أن بناء العظام القوية في مرحلة الطفولة لا يقتصر على الوقاية من الهشاشة في المستقبل بل يعد ركيزة أساسية للحفاظ على سلامة المفاصل والعضلات والعمود الفقري، ولضمان نمو سليم ومتوازن ، فممارسة النشاط البدني المنتظم مثل المشي، وركوب الدراجة، وتمارين القفز أو الرياضات الجماعية، تسهم في تحفيز خلايا العظام على التجدد وتقويتها بشكل طبيعي ، كما أن الحركة اليومية تعتبر عاملاً رئيسياً في الحفاظ على صحة المفاصل ومرونتها.
وشدد د.الأغا على أن النظام الغذائي المتوازن هو العمود الفقري لصحة العظام، داعياً إلى تنويع مصادر الغذاء اليومية بين البروتينات والفواكه والخضراوات والبقوليات والمكسرات، وتجنب الإفراط في السكريات والأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية ، فالتوازن بين الغذاء والنشاط والراحة يمثل منظومة متكاملة تضمن عظامًا سليمة وعضلات قوية وجهازا حركيا متينا.
ودعا د.الأغا الأسر إلى أن تكون قدوة لأطفالها في تبني السلوكيات الصحية، فحين يرى الطفل والديه يحرصان على الرياضة والغذاء السليم، ينعكس ذلك تلقائياً على سلوكياته ، فبناء ثقافة الوعي الصحي لا يتحقق بالمحاضرات وحدها، بل بالممارسة اليومية داخل المنزل والمدرسة والمجتمع.


اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com