المقالات

داء المحتويات الهابطة

ابراهيم الفقهاء

بدت تغزو مجتمعنا محتويات (هابطة) لا تلتأم ولا تتناسق مع هويتنا كسعوديين رغم التغيير والتقدم ولكن تبقى لدينا ثوابت ومباديء بقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا لايمكن ان تتزحزح بأي محتوى آخر .
أصبح البعض ممن يمتهن هذه المهنة وهي الوصول الى الثراء السريع بتزييف نمط معين له وتقديم أساليب متنوعة منها الغوغائية في الطرح والأسلوب من أجل الظهور ( للشهرة) وكسب مٌتابعين أكثر لإستعطاف أصحاب الشركات والمؤسسات والمحلات التجارية (بالإعلان) لهم والوصول الى ملايين المتابعين على حساب مشاعر الآخرين ليتراقصوا على كسب قوتهم في غير حدودهم وواقهم المرير!
قد يكون لهم دوافع معنية بأنسجام نمط حياتهم المعيشية فيبرهنوا للعامة إنهم من صناع المحتوى وهو بالأصل ليس محتوى بقدر ماهو ( تفاهة) ولا أعمم على الأغلبية ففي بعضهم خير ولكن من يجيد الهياط ويتفاخر بركوب أفخم السيارات ويقطن أفخم الفلل ويجيد تظليل المتابعين في جودة وشراء المنتجات المقلدة ويصور للمراهقين وصغار الشباب ويوهموا الجميع بأنهم من الأغنياء والأثرياء وكل ذلك فقط من أجل كسب ملايين المتابعين والداعمين لهم ممن يصدقوهم ويجرون وراؤهم وكأنهم الأسوياء في كل تصرفاتهم وهم مجرد بؤرة للفساد وبقعة ضارة تنخر في جذور مجتمعنا بطريقة استطلافية سلسلة يحبكوها ويتفننوا فيها على مزاجيتهم وعبقريتهم !
ان البعض ممن تربع على هرم هذه المهن تجاوز الأخلاقيات والمحتوى الخادش للحياء وتظاهروا بالبذخ والترف كما لو هي أصبحت لهم قاعدة أساسية من أجل كسبها وهي بالأصل لا تتعدى ( الهياط) وي الله ياشباب ( فولو) (ولايك) وشير) وتحقيق أرباح أعلى مشاهدة ومديح في الداعم والمقصد كله ليس لهم هو لمجرد ربح المال وكسبه ولو على حساب هؤلاء المتابعين من الصغار وشباب المراهقة وفي لحظات من يوم وليلة أصبح بفضل هؤلاء الداعمين ( مشهوراً) ثرياً من جيوب البسطاء !
فهل فعلاً نحنٌ من أوصلنا هذه الطبقة المزيفة الى أعالي القمم وتربعوا على هرم هذه الوسيلة التي نشاهد أبطالها يومياً !
ليست هنا المشكلة فحسب ونقف معها !!
ولكن للأسف وصل بالبعض من المتابعين للإذلال بنفسه من اجل التصوير مع هذه النوعية ممن يدعون للشهرة والمال فيتوسل ان يكسب ولو بكلمة او صورة مع هذا ( المشهور) ولم يدري انه مجرد انسان/ة بسيط جداً قد لايكون معروفاً بالأصل بالمجتمع لولا هذا المتابع والداعم بفضله وصل !
بالإضافة الى ان هذا النوع من ( الداء) أصبح حاملاً للإضطرابات والمواقف المتعجرفة والإستنقاص من الآخرين والتعالي عليهم وهو في الأساس مصاب بقل الإحساس فيتفشى هذا الداء في كل ارجاء المجتمع ويقضي على ماهو كل جميل في شبابنا بنوعيهم وقد يقضي على الكثير من مبادئنا وقيمنا !
لذلك علينا ان نجعل لنا دستوراً جميلاً بحياتنا بعيداً عن نمط هؤلاء وان لانعطيهم الحق في الأستيلاء على عقولنا وعقول أبناءنا وان يكونوا آخر اهتماماتنا هم رغم كثرتهم ومدى انتشارهم فأصبحوا مثل القرين مع كل جهاز وشاشة لنا يطلون !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com