الدكتور مير : عالمي “الطفل” مناسبة للوقوف مع صغار يواجهون “السرطان” بشجاعة استثنائية
أكد أن دعم الأسرة والمجتمع يصنع الفارق في رحلة التعافي

أكد الدكتور هدير مصطفى مير استشاري علاج الأورام بالأشعة، أن اليوم العالمي للطفل الذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام يمثل محطة إنسانية مهمة وخاصة الأطفال المصابين بالسرطان الذين يواجهون رحلة علاجية طويلة تحتاج إلى دعم استثنائي ، إذ إن هذه المناسبة لا تحمل طابعًا رمزيًا فقط، بل تعتبر رسالة عالمية تؤكد ضرورة حماية هؤلاء الأطفال، وضمان وصولهم إلى أفضل سبل الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية.
وبين أن الجانب النفسي يشكل أرضية أساسية لنجاح العلاج الطبي ، فالطفل الذي يتلقى العلاج ضمن بيئة مريحة، ويتلقى الدعم العاطفي المستمر من أسرته والمختصين، يكون أكثر قدرة على التكيف مع الإجراءات العلاجية الثقيلة ، فالأنشطة الترفيهية، ومساحات التعبير، وجلسات الإرشاد النفسي، ليست عناصر تكميلية، بل تعد جزءًا مهمًّا من البروتوكولات الحديثة في علاج سرطان الأطفال.
وعن دور الأسرة والمجتمع في دعم الأطفال المصابين بالسرطان يواصل د.مير :
الأسرة هي خط الدفاع الأول نفسيًا ومعنويًا ، وجود الأب والأم وبقية أفراد الأسرة ودعمهم المستمر يسهم في خلق إحساس بالأمان لدى الطفل، وهو إحساس ضروري يمنع اليأس ويحافظ على استقرار الحالة النفسية ،كما دعا المجتمع إلى تعزيز مبادرات الدعم التطوعي، وتوفير بيئة اجتماعية احتوائية تُشعر الطفل بأنه فرد فاعل في الحياة وليس مجرد حالة مرضية.
وشدد د.مير على أهمية ضمان حق التعليم للأطفال المصابين بالسرطان خلال رحلة العلاج وبعدها، فالكثير من الأطفال يفقدون تواصلهم الدراسي لفترات طويلة بسبب جلسات العلاج أو ضعف حالتهم الصحية، وهو ما يحدث فجوة تعليمية ونفسية قد ترافقهم لسنوات ، فالتعليم ليس مجرد مواد تُدرّس، بل هو جزء من بناء شخصية الطفل، ويمنحه شعورًا بالاستقرار والارتباط بالحياة الطبيعية ، كما أن الحفاظ على المسار التعليمي للطفل هو شكل من أشكال العلاج، لأنه يرفع من ثقته بنفسه، ويمنحه هدفا يوميًا، ويخفف من الآثار النفسية للمرض، ويعيده إلى محيطه الطبيعي بعد التعافي دون شعور بالانعزال.
ونوه د.مير أن للأطفال المصابين بالسرطان حقوقا يجب ألا تمس سواء أثناء مرضهم أو بعد التعافي، ومن أبرزها: حق التعليم المستمر دون انقطاع ، وحق اللعب والنشاطات الترفيهية، وحق الرعاية الصحية المتقدمة، وحق الدعم النفسي والاجتماعي، إضافة إلى حق الاندماج الكامل في المجتمع دون أي تمييز ، وهنا يجب أن نتذكر دائمًا أن الطفل المصاب بالسرطان لا يواجه المرض وحده، بل يواجهه بروح قوية تستحق الرعاية والاحترام والدعم المستمر .
وأكد د.مير في ختام حديثه على أهمية التوعية المجتمعية المبكرة كأحد المحاور الجوهرية في حماية الأطفال المصابين بالسرطان، فالكثير من الحالات يتم اكتشافها في مراحل متأخرة نتيجة ضعف الوعي بالأعراض الأولية لدى الأسر ، فالاكتشاف المبكر يساهم في سرعة إنقاذ وعلاج الأطفال عبر التدخل العلاجي المبكر ، كما أن برامج التوعية يجب ألا تقتصر على المستشفيات فقط، بل تشمل المدارس، ووسائل الإعلام، والمنصات الرقمية، لضمان وصول المعلومات لكل فئات المجتمع ، فالتشخيص المبكر يعتبر أحد أقوى الأسلحة في مواجهة سرطان الأطفال، إذ يزيد من نسبة الشفاء، ويقلل من الحاجة إلى علاجات معقدة، ويخفف العبء النفسي والاجتماعي على الأسرة.
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.





