المقالات

الشيخ عاطف بن شاكر رجل المجاردة الأول

فقدنا في محافظة المجاردة استاذنا ورمزنا الشيخ عاطف بن شاكر والذي تتلمذ على يديه المئات من جميع المراكز الادارية التابعة للمحافظة والمحافظات القريبة -محافظة بارق – محافظة العرضيات- لم أذكر في يوم من الأيام أن فرق بين طلابه بأن نظر إلى أن هذا من محافظة المجاردة، أو ان هذا من مركز خاط، أو أن هذا الطالب من مركز ختبة، أو هذا من مركز عبس، أو هذا من محافظة العرضيات، أو من محافظة بارق، لا والله كان ينظر إلينا جميعا بنظرة الأب الحاني، والمربي الفاضل، يعامل الجميع كأبناء له، يقدرهم ويحترمهم، ويكرمهم.
– لقد تعلمنا منه رحمه الله نبذ العنصرية من خلال التعلم بالانموذج دون أن يتكلم عنها أو يناقشها.
– تعلمنا منه رحمه الله حب الأخرين، وأننا أبناء محافظة واحدة نسعى جميعا لخدمتها.
– تعلمنا منه رحمه الله الكرم كسجية، فكان بيته مفتوح لاستقبال الضيوف من ابناء المحافظة وخارجها.
– تعلمنا منه التواضع رحمه الله من خلال مشاركة الآخرين أفراحهم، وأتراحهم.
– تعلمنا منه غفر الله له التعامل الراقي في جميع المواقف.
– كان محبوب من الجميع لذلك كتب عنه الأستاذ/ محمد صالح من محافظة بارق، والدكتور/ سالم صالح من مركز ختبة، والأستاذ والأديب / علي صيدان من المجاردة، ورثاه شاعر المحافظة الشاعر/ الحفظي شارع، وكتب عنه رفيق دربه الشاعر الخلوق/ محمد الغاوي ورثاه الشاعر والأديب /حسن أبو علامة وغيرهم الكثير والكثير ..
والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا الشيخ عاطف بن شاكر غفر الله له محبوب من مشايخ ونواب وأهالي محافظة المجاردة ومراكزها.
الجواب: سهل جدا لانه يرى أن أهالي محافظة المجاردة أسرة واحدة لذلك تجد في مجلسه وأثناء استقبال ضيوف المحافظة مشايخ ونواب وافراد من جميع القبائل من داخل المحافظة ومن خارجها.
– شيخنا واستاذنا غفر الله له يفرض احترامه على الآخرين من اللقاء الأول بأخلاقه، وكرمه، لذلك كان واجهة مشرفة لأهالي المحافظة في داخل المحافظة وخارجها، وكل من عمل معه أو عرفه لا ينساه ويتذكره جيدا لذلك عندما حضرت لاداء واجب العزاء وجدت المعزين من عدد من المناطق فمن منطقة جازان قابلت الأستاذ القدير والمربي الفاضل/ إبراهيم الحازمي مدير تعليم محايل سابقا، ومن محافظة رجال المع قابلت زميل للفقيد ذكره بالخير واثنى عليه، وقابلت أصدقاء له من زهران من منطقة الباحة، ومشايخ ونواب القبائل من محافظة النماص، وتنومة، هذه مشاهدتي في أقل من ٥ دقائق، فمعارف الشيخ كثير وجميعهم يذكرونه بالخير غفر الله له.
– أثناء تأسيس نادي الفاروق الرياضي تلقيت مكالمته غفر الله له للانضمام لأعضاء مجلس الإدارة وحيث كان لي الشرف ان أكون ضمن فريق عمله الرائع في الدورة الأولى وعلى مدى أربع سنوات لم أسمع منه إلا كلمات التشجيع والثناء والتوجيه الراقي، والعمل بروح الفريق وفي كل مرة كنت أقابله فيها أو ارافقه أتعلم منه رحمه الله شيئا جديدا يضيف لمعلوماتي.
– وفي خدمة محافظة المجاردة كان رحمه الله سباق لكل ما يرفع شأنها ويخدم الإنسان، والمكان، اتذكر أنني تواصلت معه بخصوص زيارة وفد من المحافظة برئاسة سعادة محافظ المجاردة السابق الأستاذ عبدالله بن سعد الرعيني رحمه الله لمقابلة معالي مدير جامعة الملك خالد في أبها للمطالبة بافتتاح فروع للكليات والأقسام لخدمة أبناء المحافظة فذكرت له أستاذنا وشيخنا تم حجز موعد مع معالي مدير الجامعة لطرح احتياج أهالي المحافظة من الكليات والاقسام، وقد كان لي شرف التنسيق لهذا اللقاء فكان رده رحمه الله أبشر ما أقدر اتعذرك ولو أني متعب، وبعد مقابلة مدير الجامعة وعرض مطالبات الأهالي استأذن رحمه الله بعد اللقاء مباشرة وغادر أبها لعدم مناسبة المناطق المرتفعة لصحته.
الشيخ عاطف غفر الله له كان نموذج للرجل الكريم، الخلوق، المتسامح، المحبوب من الجميع ومهما كتبنا عن شيخنا لن نوفيه حقه، بقي أن ندعو لفقيدنا رحمه الله فأسأل الله تعالى أن يغفر له، ويرحمه، ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، ويتجاوز عنه، وأن يجعل ما أصابه كفارة له من الذنوب، وزيادة ورفعة له في الحسنات، أنه سميع مجيب الدعاء، والحمد لله رب العالمين على كل حال.

 

الاستاذ علي حنفان العمري

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ما أجمل الوفاء من أهل الوفاء لرجل الوفاء الشيخ عاطف شاكر رحمه الله تعالى.
    كلمات تصف وبصدق هذا الرجل الكريم ابن المجاردة البار والذي لا تراه الا في البحث عن كل مايسعد أهلها ويسهل أمورهم والمطالبة بخدماتها والتفاني لأجلها عاش عظيماً ورحل عظيماً تاركاً ورائه كل تلك الانجازات وأبناء المجاردة الذين آلمهم رحيله ولكن هم سائرون على نهجه وما اختطه لهم رحمه الله رحمة الأبرار وجعل نزله الفردوس الأعلى من الجنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com