المقالات

اليوم الوطني ليس مجرد ذكري تاريخية بل هو يوم لتأكيد الوحدة والتقدم والازدهار والروح الوطنية.

سلطان سعيد الحارثي

تحتفل المملكة العربية السعودية غداً الاثنين باليوم الوطني الموافق 23 سبتمبر، ويوافق اليوم الوطني السعودي ذكرى توحيد المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود عام 1932. ويُعدّ هذا اليوم مناسبة وطنية مهمة تذكر المواطنين بتأسيس الدولة الحديثة وبالجهود الكبيرة التي بذلت بداية من الملك المؤسس عبدالعزيز مروراً بأبنائه الملوك لبناء الوطن واستقراره.

‎وبعد وفاة الملك عبد العزيز – رحمه الله – في الثاني من شهر الأول من عام 1373هـ الموافق للتاسع من شهر نوفمبر عام 1953 م سار أبناؤه على نهجه ؛ وأكملوا التأسيس والبناء ووفق المبادئ السامية التي تستند عليها الدولة السعودية. وحكم المملكة بعد الملك عبد العزيز أبناؤه الملوك :

‎الملك سعود بن عبد العزيز 1373هـ -1384هـ (1953 – 1964)
‎بويع ملكاً على البلاد في عهده إكمال البناء، ومسيرة التطور في مختلف الجوانب . وحرص الملك سعود على القيام بكثير من الزيارات الداخلية في أول عهده ؛ لتفقد البلاد ، والزيارات الخارجية لتوثيق عرى التعاون مع الدول المجاورة والصديقة. وأولى الملك سعود القضايا العربية والإسلامية عنايته الخاصة تواصلا ً مع منهج الملكـ عبد العزيز والدولة السعودية .

‎الملك فيصل بن عبد العزيز 1384هـ -1395هـ(1964-1975م)
‎بويع ملكاً على البلاد في عام 1384هـ (1964م)بعد تنازل أخيه الملكـ سعود ،وواصل مسيرة البناء التي بدأها والده الملكـ عبد العزيز وأكملها أخوه الملكـ سعود .
‎فقد شهدت المملكة العربية السعودية في عهد الملكـ فيصل كثيراً من التطورات في مجالات متعددة ،وأصبحت تتراس الاجتماعات الدولية ،والقمم العربية والاسلامية نتيجة لمكانتها الدولية ورسالتها السامية ،وفي مواجهة التكتلات الكبرى وانتشار الأفكار والمبادي المضلله تمكن الملك فيصل من توجيه الجهود العربية والإسلامية بقيادة المملكة العربية السعودية التي اصبحت مرتكزاً أساسياً في السياسات الدولية .

‎الملك خالد بن عبد العزيز 1395هـ -1402هـ (1975 م – 1982 م)
‎بويع ملكا على البلاد في عام 1395 هـ (1975م) إثر استشهاد الملك فيصل، ليواصل مسيرة التطور والبناء في المملكة العربية السعودية، حيث شهدت البلاد في عهده تطورا بارزا في مختلف مجالات التنمية، من خلال الاستفادة من الحضارة المدنية مع المحافظة على ثوابت الدولة السعودية ومنهجا الإسلامي المتميز، واستمرت المملكة في عهده تتربع على قمة السياسات العربية والإسلامية؛ لكونها دولة راسخة في قيادتها ومبادئها، وتحتضن الحرمين الشرفين مهوى أفئدة المسلمين.

‎الملك فهد بن عبد العزيز (خادم الحرمين الشريفين) 1402هـ (1982م) – 1426هـ (2005م)
‎وفي عام 1402 هـ (1982م) تولى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الحكم مسترشدا بنهج والده الملك عبد العزيز في بناء الدولة والمجتمع، والسير بهما نحو أعلى المستويات الحضارية.

‎ولقد شهد عهد الملك فهد بن عبد العزيز إنجازات حضارية عظيمة انعكست في تقدم البلاد، وازدهار الحياة فيها، والاستمرار في تطبيق الشريعة الإسلامية، والاهتمام بالأمن والناحية العلمية، كما واصلت المملكة تطورها وتقدمها في المجالات الصناعية نتيجة لسياسته ورعايته لخطط التنمية الشاملة، وإنشاء البنية الصناعية في المملكة.

‎وفي عهده حدثت أضخم توسعة تاريخية للحرمين الشريفين ووصلت المستويات الاقتصادية والاجتماعية والحضارية في المملكة العربية السعودية إلى أرقى درجاتها. كما اتسمت السياسة الخارجية السعودية في عهد خادم الحرمين الشرفين الملك فهد بن عبد العزيز بالفاعلية والواقعية، وصياغة الحلول المناسبة لأهم القضايا العربية والإسلامية.

‎الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود 1426هـ (2005م) – 1436هـ (2015م)
‎في يوم الأربعاء 28 من جمادى الآخرة سنة 1426هـ (3/8/2005م) بويع ملكاً للملكة العربية السعودية. دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التضامن الإسلامي، وعمق الروابط الأخوية بين البلاد العربية، وكان له دور فاعل في مجال رأب الصدع في الصف العربي إضافةً إلى دوره الفاعل في مجال الاقتصاد العالمي وهيئة الأمم المتحدة، ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ودول عدم الانحياز، علاوةً على أياديه البيضاء في مجال أعمال الخير المحلية والإنسانية، ودعم العلم والعلماء، وتطوير التعليم، وتأسيس المؤسسات المالية والعلمية التقنية.

‎وقد زار كثيراً من الدول العربية والإسلامية والصديقة في آسيا وأوربا وأمريكا وإفريقية، وحضر كثيراً من مؤتمرات القمة العربية والإسلامية، وكان حريصاً على تحقيق السلام في المنطقة العربية.

‎وشهد عهده كثيراً من الإنجازات في مجال التعليم العالي، والتعليم العام، والقضاء، والصحة، وتوسعة المسجد النبوي، وتوسعة المسجد الحرام، وتوسعة المطاف.

‎الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود 1436هـ (2015)
‎تمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، ملكاً للمملكة العربية السعودية، في 3 ربيع الثاني 1436 هـ الموافق 23 يناير 2015م وكان الملك سلمان قد قضى أكثر من عامين ونصف ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء إثر تعيينه في 18 يونيو 2012م بأمر ملكي كما بقي حينها في منصبه وزيراً للدفاع وهو المنصب الذي عُيّن فيه منذ 5 نوفمبر 2011م قبل ذلك كان الملك سلمان أميراً لمنطقة الرياض أكثر من خمسين عاماً.

‎وعرف خادم الحرمين الشريفين  بالحرص على التراث والاهتمام بتاريخ البلاد، إلى جانب جهوده المميزة في التنمية والتطوير في البلاد كما أسهم في المجالات الإنسانية المتعددة داخل المملكة وخارجها وخصوصاً ما يتعلق بمجالات الإغاثة والمساعدات

يمثل اليوم الوطني فرصة لتسليط الضوء على الإنجازات الوطنية التي تحققت عبر العقود الماضية في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد، التعليم، الصحة، البنية التحتية، والتكنولوجيا. كما يعكس التقدم الذي حققته المملكة في سياق “رؤية 2030″، وهي خطة طموحة تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، بالإضافة إلى تعزيز دور المملكة كقوة إقليمية ودولية.

في هذا اليوم، تُقام احتفالات في جميع أنحاء المملكة، تشمل العروض العسكرية، الألعاب النارية، والفعاليات الثقافية والفنية. يتم تنظيم العديد من المهرجانات والعروض الشعبية التي تعكس التراث الغني والتنوع الثقافي للمناطق المختلفة في المملكة.

كما أن اليوم الوطني السعودي يعد فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية والانتماء بين أبناء الوطن، حيث يجتمع الجميع تحت شعار واحد “هي لنا دار”، وهو الشعار الذي يعكس حب المواطنين لأرضهم واعتزازهم بوطنهم.

في الختام، فإن اليوم الوطني السعودي ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو فرصة للاحتفال بالوحدة والتقدم والازدهار، ولتأكيد الروح الوطنية والعمل على تحقيق مستقبل أكثر إشراقًا للمملكة. و اخيراً كل عام ووطني سعيداً شامخا آمناً مباركاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com