
-
السياحة في المملكة العربية السعودية تشهد ازدهارًا كبيرًا، فلقد أصبحت وجهة رئيسة للزوار من جميع أنحاء العالم، سواء لأغراض دينية، ثقافية، ترفيهية، أو استثمارية،
حيث تتميز المملكة بتنوع طبيعي وثقافي فريد، مما يجعلها وجهة مثالية لمختلف أنواع السياحة، بما في ذلك السياحة الدينية،مثل:(مكة والمدينة)، السياحة التاريخية،مثل : (مدائن صالح ) ، والسياحة الترفيهية، مثل: ( موسم الرياض، موسم جدة )، مع التركيز أيضا على مشاريع ضخمة ومتنوعة تهدف إلى جذب السياح من جميع أنحاء العالم، مثل : “نيوم” و “القدية” و “مشروع البحر الأحمر” و “بوابة الدرعية” و “أمالا” و “السودة”. هذه المشاريع لا تقتصر على تطوير البنية التحتية فحسب، بل تشمل أيضاً تطوير وجهات سياحية مبتكرة ومستدامة.
في شمال غرب المملكة، تقف العلا كتحفة تاريخية مفتوحة على السماء. وتعد مدائن صالح، المصنفة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، واحدة من أبرز المحطات للزوار، حيث يمكنهم خوض مغامرات فريدة، مثل: الطيران بالمنطاد أو استكشاف الكهوف والنقوش القديمة. كما تحتضن العلا مهرجان “شتاء طنطورة” الذي يجمع بين الفن والموسيقى والثقافة في أجواء صحراوية مبهرة.
كذلك الساحل الغربي للمملكة يقدم تجربة بحرية لا مثيل لها، بدءًا من الغوص بين الشعاب المرجانية الملونة في جزر فرسان، وصولًا إلى ركوب اليخوت في مياه أملج الفيروزية، والتي يُطلق عليها “مالديف السعودية”. وتتوفر أنشطة، مثل: التزلج على الماء، وركوب الكاياك، بالإضافة إلى التخييم على الجزر الهادئة لعشاق الاسترخاء.
وفي جنوب المملكة، تبرز جبال السودة كأعلى قمة في السعودية، حيث يمكن للسياح الاستمتاع بالمشي الجبلي وسط الغابات الكثيفة والضباب الدائم. كما تقدم مدينة الطائف تجربة ساحرة لمحبي الزهور والعطور، مع أجواء معتدلة طوال العام وأسواق تقليدية نابضة بالحياة.
تجربة السياحة السعودية لا تكتمل دون زيارة المواقع التراثية مثل الدرعية، العاصمة الأولى للدولة السعودية، والتي تحولت إلى معلم ثقافي وسياحي عالمي. وتوفر الأسواق الشعبية، مثل: “سوق الزل” بالرياض و”سوق البلد” في جدة فرصة لاكتشاف الحرف اليدوية والمأكولات المحلية.
ولا ننسى رؤية المواطن السعودي كقيمة مضافة للسياحة الداخلية هي محور أساسي في تطوير القطاع السياحي، بل يمكن القول إنه أهم عنصر نجاح مستدام للسياحة في المملكة.
والمواطن بالممكة يعد صاحب تجربة محلية أصيلة، فهو يمتلك معرفة عميقة بالمكان، والتاريخ، والثقافة، ما يجعله أفضل من يقدّم التجربة للزوار.
ويستطيع أن يقدّم الحكايات، الأمثال، التقاليد والعادات بطريقة حية وجذابة.
إن مواسم السعودية، مثل: موسم الرياض وموسم جدة، تضخ روحاً جديدة في المدن عبر حفلات غنائية عالمية، عروض أزياء، مهرجانات طعام وتجارب ترفيهية متنوعة. ويواكب ذلك تطور كبير في البنية التحتية للترفيه، مع مشاريع مثل: “القدية” و”البوليفارد”، التي تقدم أنشطة عائلية وعصرية في آنٍ واحد.
ومن الواضح أن المملكة تستثمر في المقومات الطبيعية والثقافية لجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. ومع تسهيلات التأشيرات الإلكترونية وتنوع الخيارات الفندقية، فإن السعودية تضع نفسها بقوة على خارطة السياحة العالمية، فالسياحة ليست مجرد مواقع بل هي قصة يرويها إنسان، وروح ينقلها الوطن.
فيصل خالد الزهراني
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.