في هذه الأيام نستذكر ( يوم ابتدينا )

بقلم الكاتب / مفرح حبسان العمري -
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ” لولاَ حبُ الوطن لخرب بلد السوء . وكان يقال : بحبِ الأوطانِ عمُرت البلدان . وقال جالينوس ( طبيب يوناني يُعد من أعظم الأطباء في العصور القديمة: يتروّح العليل بنسيم أرضه كما تتروّح الأرض الجدبة ببلِ المطر .
يقول ” بُقراط : يداوي كل عليل بعقاقير أرض ، فإن الطبيعة تنزع إلى غذائها ، ومما يؤكد ذلك قول إعرابي وقد مرض بالحضر ، فقيل له : ما تشتهي ، فقال : مخيضاً روباً وضباً مشوياً . وقد قيل : من علامات الرشد : أن تكون النفسُ إلى أوطانها مشتاقة ، وإلى مولدها توَّاقه .
يقول ” الشاعر والكاتب والأديب السعودي / أحمد سالم با عطب رحمه الله: الناسُ حُسَّادُ المكانَ العالي يرمونه بدسائسِ الأعمال ولا أنتَ يا وطني العظيمَ منارةٌ في راحتيكَ حضارةُ الأجيالِ لا ينتمي لَكَ من يَخونُ ولاءهُ إنَّ الولاءَ شهادةُ الأبطالِ يا قِبلةَ التاريخِ يا بَلدَ الهُدى أقسمتُ أنَّك مضَربُ الأمثالِ لقد أقسمَ الشاعرُ بأن هذا الوطن مضربُ الأمثال . انتهى .
ونحنُ واللهِ نُقسمُ كذلك بأنهُ منبع الهدى ، ورمز الحضارة ، وقبلة المسلمين ، ومنارة الأرض، وحضارة الأجيال . فيا داراً بالخيرِ تزخر ، ويا أرضاً بالحبِ تُمطِر ، ستبقين عزيزةً أبيةً ولو كره الكافرون . تُرابك مسك ، ورمالكِ ذهب ، فيك الأمن أزلي ، وفيك الأمان أبدي ، لجبالِ مكةَ الأرواح تشتاق ، ولحرات المدينة القلوب تهفو وتنساق ، فهناك قبلة المسلمين ، وهناك رُفات سيد المرسلين خير البشر أجمعين . يا دراً حظيتي بدعوةٍ خلَّدها خالقَ الكونِ في كتابه الكريم ، يقرأُوها عباد الله إلى يوم الدين { رب اجعل هذا البلد آمنا } . رحِمَ الله من وَحَّد هذا الكيان بعد أن كادت العواصف والويلات تجره إلى مهاوي الهلاك . فعندما بلغَ ذلك الفتى الهُمام الحادية عشرة من عمره وقد بدت عليه ملامح القهر والغضب – بدت عليه علامات الغيرة على ذلك الإرث القديم الذي أسسه أجداده الأفذاذ ، وكانت الدماء فداءً له ، عندما شاهد من هم يريدوا الاستيلاء على تلك الفاتنة والحالمة ( عاصمة ملك أسلافه وأجداده ) ، وقد رأى فيها بعين بصيرته حلمه المستقبلي لاستعادة ما ذهبت به عجاف السنين . قد حوى أساساتٍ من الحكمة والقيادة جعلته يقود الأبطال لتوحيد البلاد بعد مسيرة عاطرة من البطولات والتضحيات ظهرت فيها الشجاعة والفروسية . لقد قال ( رحمه الله ) بعد أن قَويَّ ساعده وتحقق حلمهُ واستردَ آمالهُ وأحلامه :” إننا نبذلُ النفسَ والنفيس في سبيل راحةِ هذهِ البلاد وحمايتها من عبث العابثين ، ولنا الفخر العظيم في ذلك ” . وقد جمع صفاتٍ حميدةٍ جعلته باسم الوجه ذو وقارٍ وهيبة وشخصية نادرة فريدة ، وهي التي ورثها من صفات أجداده وآباءه في عدم قبولهم الضيم ، وفي مدافعتهم عن الضعفاء ، وفي إغاثتهم للملهوف ، وإكرامهم للضيف وعفوهم عند المقدرة ، وشهامتهم ومروءتهم وصدقهم وأمانتهم ومكارم أخلاقهم، فقد جمع كل هذه الصفات وتحققت فيه بفضل إيمانه وتمسكه بعقيدته الصادقة الصافية النقية . فقد قيل عنه رحمه الله: إنه ذو شخصية قوية آسرة ومهابة تأثر بها كل من قابلة . وقد سار على ذلك الركب أبناؤه من بعده رحمهم الله، وحفظ لنا قائدنا العظيم ( سلمان بن عبدالعزير آل سعود ) ، وحفظ لنا ولي عهده الأمين ( محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود) صاحب الهمة الثاقبة والخطط الواعدة والرؤية الشاملة، وحفظ الله وطني الغالي ، وشعبه الكريم .
بقلم الكاتب / مفرح حبسان العمري
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.