نشعر بوطننا الحبيب، ونُحس بالإنتماء إليه، خفقت بذلك الشعور والإنتماء القلوب، وشمخت به الأَفئدة، إنه حب الأوطان والحنين إليها، الحنين الذي أَسال المحابر وأَبكى العيونَ، وزلزل المكامن وألهب المشاعر.
سلامي لأرضٍ جمّع الله شملها…
ويلعب فيها ابني وتلهو بُنيّتي.
أنام قرير العين والأمن وارف…
وأسأل ربي دوم إصلاح نيّتي.
دياري ديار العز والدار بلقعاً…
فكيف بها واليوم سادت صبيّتي.
سعودية تختال من طيب حسنها…
تغشّت رداء الأمس واليوم رؤيتي.
بلادي بلاد الخير طابت وأنعمت…
فربي حباها العز فوق الأذلةِ،ي.
بها السيف مشهور على ناوي الردى…
وطيب القِرَى دوماً لأَهل المروءةِ،ي.
أُفادي بروحي منبع الطيب والهدى..
ومهبط وحي الله نبراس أُمتي.
فحق ولاة الأمر سمعاً وطاعة…
وصدقاً وإخلاصاً وحسن الموالاة،ي.
إلاهي أدمها عزّنا وأماننا…
فعز بلادي رأس مالي وثروتي.
حب الأوطان تغلغل في قلوب الناس جميعًا ، فلم تخل منه حتى مشاعر الأنبياء، قال صلى الله عليه وسلم في مكة:(…ولولا اني اخرجت منك مَا خرجت )، وعندما قال ورقة بن نوفل لرسول الله:…ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( أو مخرجي هم؟ )، كأنها ثقُلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فهو يُحب مكة، وقد قال صلى الله عليه وسلم لمكة حينما خرج منها مهاجراً:( ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك ).
ونحن ولله الحمد نقتدي، ونُحب وطننا المملكة العربية السعودية، ونغار عليها، وندافع عنها بكل ما نملك، ونصونها، وننصح لها، ونحافظ على مواردها ومرافقها ومكتسباتها، ونطيع ولاة أمرها بالمعروف، ونوقر علمائها وأمرائها ونحترم أفرادها وجماعتها.
والمملكة العربية السعودية ولله الحمد والمنة، قائمة على التوحيد والسنة، وخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان، ولها جهود عظيمة في ترسيخ الوسطية والإعتدال، ومحاربة الغلو والتطرف والإرهاب.
فالدفاع عن هذه البلاد بالقلم واللسان والسنان، والمحافظة على نعمة الأمن والأمان، والحرص على اجتماع الكلمة، والقيام بحق ولاة الأمر مطلب شرعي وواجب وطني.
قال تعالى:( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا…)
د. أحمد بن سلمان.
صح لسانك يابو سلمان