المقالات

الصلح خير

وردت هذه الكلمتين في اية من آيات القران الكريم وتدل دلالة واضحة ومن سياق الآية الكريمة انها تعني الصلح بين الرجل وزوجته في حال الخلاف الا أن القران الكريم صالحًا لكل زمان ومكان ويمكن ان نطبق هذه الاية على كافة الخصومات والاختلافات الأسرية والاجتماعية والدولية ايضاً وهو دليلًا قاطعًا على اهمية الاصلاح والتدخل بضمير وإنسانية بهدف احقاق الحق وإعطاء الحق لصاحبه وردع الظالم عن عناده وظلمه ولايمكن للساعي بالصلح ان يحقق خير الصلح الا بعد ان يتجرد من المجاملة ويأخذ على نفسه عهد ان يتدخل بالصلح لاحقاق الحق وتوضيح الصواب والخطأ للطرفين بشكل علني يذيب به الشكوك علماً إن الساعي بالصلح ليس ملزماً بتحقيق المصالحة إلا برضاء الطرفين واعادة المظالم الى اصحابها وآلا فهو معذور عن تحقيق مالم يرغب المتخاصمين تحقيقه او القبول بصلحه وليس يمتلك حق اجبار التنفيذ فهو ساعياً لخير الاصلاح وليس حاملاً لعصا السلطة التنفيذية لتحقيق مبتغاه او صلحه
لكن المشكلة العظمى في تعالي بعض اطراف الخصومة وعدم الالتفات للمصلح او الاقتناع بانه باحثًا عن تقريب وجهات النظر وانهاء الخلاف بما يراه متوافقاً مع اجراءت الدعوى والإجابة فهناك من يرى نفسه انه يستطيع القضاء على خصمه بقوة النظام او بجاهيته لغروره بنفسه او مكانته الاجتماعية آو الوضيفية وهذا مايجعل كثيرًا من الخصومات يطول امد إنهاءها لتعنت ذلك المغرور وجهله بان العصر الذي نعيش فيه قد اختلف جذرياً عما يكتنزه من فكر سابق يتوقع انه لازال يعيش فيه وانه يستطيع بقدرته قلب الباطل الى حق والعكس
وهو لايعلم انه في عصر الملك سلمان حفظه الله الملك الحقاني الذي يؤمن بأهمية الصلح والتراضي وفي الوقت نفسة شرع ابواب المحاكم الشرعية للفصل بالشرع بين المتخاصمين وانفاذ الاحكام من خلال محاكم التنفيذ وفق انظمة شرعية ثابته وملزمة النفاذ بعد صدرها وهنا تنتهي الخصومات وفق قناعات شرعية وان لم ترضي طرف عن اخر لكن فض المنازعات وفرض التعايش المجتمعي امر مهم لفرض ألأمن والسلم المجتمعي
ثم ان متزعم الخصومات ورافض الصلح بزعمه القديم لايعلم انه في عصر الحوكمة والاجراءات العدلية التي قد يحاكم من منطقه وهو في منطقة اخرى دون الحضور الى المحكمة او مقابلة القاضي ؟
اذاً اتمنى للمتخاصمين وموقدين نار الخصومات والفتن ان يغلبوا المصلحة المجتمعية والسلم المجتمعي ويقبلوا بالصلح ويوفروا على أنفسهم الجهد والوقت والخسارة وان يعرفوا ان عصر (انا ابن طلا) قد افل منذو (٢٠١٧م) وان يلتفتوا لانفسهم بدلاً من الغرور بها
حفظ الله الملك سلمان وولي عهده الامير محمد وحفظ الله الوطن والشعب السعودي
لواء . م
محمد حسن العمري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com