المقالات

عنصرية وتنمر في ثوب الجاهلية

إبراهيم البارقي

معترك الحياة اليومية مليء بالأحداث والمفارقات وحتى على مستوى السلوكيات المختلفة وفي ظل التطور الحالي في مجال التواصل والعلاقات تبرز معطيات مختلفة ومتنوعة ومتسارعة تخص السلوك البشري الذي يتناول العلاقات الاجتماعية والنشاطات الإنسانية، وتكمن هذه التداعيات في التواصل بين أفراد المجتمع بشكل هائل نتج عنه ربط البشرية ببعضها البعض في عالم واحد متقارب جغرافياً بضغط زر

تلك المعطيات الفكرية المكشوفة وهذه والخوارزميات تسهم بشكل إيجابي في نمو العقل البشري لتسهل نموه حضاريا ولكي يزيد من المعارف والتعارف والتعايش بصورة حضارية كفيلة بنفض غبار التخلف العقلي والادبي والسلوكي، إلا أننا نعيش احياناً نصيباً من التشوه البصري لما نشاهده لتلك البضاعة الكاسدة المتماهية بصورة كبيرة مع رذيلة التطابق والتماثل في رؤية محدودة يغيب فيها العقل والمنطق ومكارم الأخلاق.

مناسبة هذه المقدمة هي حكايات ومشاهد في مواقع التواصل التقني وايضا لاتخل منها بعض المجالس العامة تجذرت في نماذج شخصية اصابتها العقد النفسية والقلق والنقص في سفهاء العنصرية الذين رضعوا من اثداء نتنة يتلحفون بصفات الكبرياء والاوهام بأنهم شعب الله المختار في مناورة للخروج من اطار عقدة النقص التي يعانون منها بالفوقية و العنصرية بعض الأفراد الذي توارثوها اثماً وعدوناً، المتباهين بالقبلية والطائفية والمناطقية وحتى في الميول الرياضية ،مع اليقين أن فطرة المجتمعات والأفراد السليمة الناضجة تربوياً وادبياً لا تقرُّها، وغالبًا ما تصدر من أناس قلوبهم مريضة،ومليئة بالحسد والحقد،واقرب تفسير لتلك الكائنات المتجردة من الانسانية ولوازم التعايش البشري بأنها منحطة دينيا وأخلاقيا حيث أن الإسلام حارب العنصرية فهي في قاموسه لا أثر لها، ويدعو إلى التوقف عنها قال تعالى: {إنَّ أَكْرَمَكُم عِنْدَ الله أتْقَاكُم) واتت قاعدة نبوية شريفة ( دعوها فأنها منتنة) لتفسر بشاعةو قذارة هذا السلوك المرتبط بالعصور الجاهلية القائمة على التميز في العرق واللون والجنس ويلحق بها كل تمييز يقوم على الفروقات الدنيوية الأخرى غير التقوى كالمال والمنصب والوظيفة والشهرة والتقسيمات المجتعية والفرص التي قد يمنحها الله لشخص دون الأخر بفضله وامتنانه سبحانه وتعالى ،فهي عطية يجب شكرها وليس كفرها بالتكبر والعنصرية والتنمر على الآخرين، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كلكم بنو آدم، وآدم من تراب”، وقال عليه الصلاة والسلام: “الناس سواسية كأسنان المشط”.

لا مجال للعنصرية في الإسلام فقد عالَجَ هذه المشكلة من جذورها؛ فهو مَن أزال أواصرها فالله -عز وجل- لا يُميِّز بين الناس بأجناسهم ولا ألوانهم، بل بتقوى قلوبهم،فأنت ليس خالقهم، ومن ينهج هذا النهج يتصف بالكثير من الصفات القبيحة، منها: الجهل، الفساد، الغباء، النقص، الفشل، الحمق، المرض، الكِبْر، السخف والتخلف.

لقد أثارت العنصرية على مر العصور الكثير من الطبقية المقيتة وتعتبر قمامة الفكر، ورواسب التخلف، وهي في نظر العلماء والفلاسفة التفريق بين البشر ، فالمجتمات في حاجة للتطهر من العنصرية، والناس تنفر من الشخص العنصري، وتشعر منه بالسخف؛ فلا يسخر من الناس إلا ذوو النقص.

– بعض التصرفات والعبارات نابعة من الكبر والتكبر المنضوية تحت بند العنصرية والتنمر الذي يعد نفحة ونفخة شيطانية توعد الله صاحبها بالعقاب الشديد ،فلا تتكبر على الناس، وتظن نفسك أفضل منهم؛ فلا يفسد القلوب ويمرضها إلا إذا دخلها الكِبْر. وعلينا بالابتعاد عن العنصرية؛ بل واجب على كل إنسان تجنب الحقد والحسد، والتمييز والتفرقة بين الناس.. فلا يحقر الناس إلا مَن في قلبه حسد وحقد، ولا تُهِن البشر، ولا تُقسِّمهم قوافل وقبائل وأحلافًا. ومن المؤكد واليقين القاطع أن ديننا الحنيف المتوافق تماما مع الإنسانية لايقبل العنصرية؛ لإنها شوكة في عنق الإنسانية،فكن راقيًا، مترفعًا، عظيمًا، بعيدًا عن أذى الغير.

شكرًا لكل شخص يحارب التحقير والتنمُّر والتمييز بين الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com