اقل من ٧٢ ساعة وتنتهي حكاية موسم كروي لم يكن عاديا في كل تفاصيله ، تميز بالإعلان عن بدء التحول الرياضي حيث اتخذت الدولة حفظها الله خطوات غير مسبوقة في تطوير المجال الرياضي من خلال تعزيز رؤية الاستثمار والتخصيص للوصول إلى منتج رياضي نوعي يحتل مكانة عالمية مرموقة وفق خطط إستراتيجية هادفة إلى خلق بيئة رياضية زاخرة بالنجوم على مستوى العالم.
إن التقدم والتطور الذي تنشده الرياضة السعودية المدعوم بالضخ المالي السخي في السنوات الأخيرة دليل واضح على رغبة جادة في العناية الخاصة بالمنشط الرياضي وكرة القدم على وجه الخصوص التي تمثل شهرةً وتوجهاً كبيراً لمختلف شرائح المجتمع ، وهذا التوجه يحتاج إلى رؤية فكرية تعكس الطموح الكبير للمشروع الوطني الرياضي البارز ، إلا أن رؤية التأثير الايجابي والارتقاء بالمجال الرياضي تتطلب العمل بتوازن بين تحقيق الوعي والغاية وفق منظور واحد وهو نجاح المشروع السعودي الذي يأتي تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030 في قطاع الشباب والرياضة.
تعد قيادة المشروع الرياضي تحديا كبيرا ومن الضرورة بمكان اعادة الهياكل التنظيمية والإدارية، فالتحديات في أي جهة تكمن في متطلبات التوجيه الاستراتيجي الأمثل ، وحسن التعامل مع الإسناد المالي، وقوة الإدارة الفعالة.
بما أن الحديث عن مؤشرات نجاح الموسم الرياضي المنصرم الذي صاحبه بشائر التطوير إلا أن هناك بعض الاشكاليات التي يمكن الحديث عنها بنقد موضوعي يحقق الصالح العام ،ونحن في بداية الطريق ولكن لا نريد تكرار الاخطاء حتى لانكون على مفترق طرق يصعب التعامل معها مستقبلا ، وبفضل الله يجسد هذا الوطن الكريم معاني الريادة والقيادة العالمية على كافة الاصعدة ، ويمتلك قدرات بشرية عالية الكفاءة قادرة على العمل بكل اقتدار ومنها المجال الرياضي حيث أن حجم المشروع المستقبلي يتطلب قدرات تهتم بالمنتج وأخراجه للعالم بأبهى صوره .
هذا الحديث عطفا على ماحدث هذا الموسم من اشكاليات في اللجان التابعة للاتحاد الرياضي السعودي التي اثارت الكثير من الاستفهامات لايتسع المقام لذكرها، وهذا الضعف في الاتحاد الرياضي ولجانه يستدعي إجراء إصلاحات هيكلية وإدارية لضمان تقدم المشروع العظيم وتحسين الإدارة وتعزيز التنظيم، بالإضافة إلى دعم الركائز الاستراتيجية لتحقيق التطور المستدام في الرياضةالسعودية.
مازلت هناك فرصًا كبيرة للتحسين والتطوير في المشهد الرياضي السعودي ويتعين على الجميع – من الاتحاد الرياضي إلى الأندية والرياضيين – العمل بتعاون وتنسيق لبناء بنية تحتية رياضية قوية ومستدامة.
باختتام الموسم الرياضي مساء الجمعة المقبل ومع بداية فترة جديدة، علينا أن نتحد في سبيل تعزيز الرياضة ودعم الرياضيين في تحقيق طموحاتهم، من خلال دعم الابتكار والتطوير، ويمكننا بناء مستقبل أفضل للرياضة في مملكتنا الحبيبة ادام الله عزها واستقرارها.