ملوك كواكب اذا غاب كوكب لاح اخر
لقد كرم الله هذه البلاد المباركة بان جعلها مهبط للوحي ومهد للرسالات وقبلة للمسلمين في جميع بقاع الارض الا انه ومنذ ان خرج منها اغلب العلماء والادباء والمؤرخين الى بلاد الشام والعراق ومصر التي غدت هي المركز وتحولت جزيرة العرب الى طرف وبحكم طبيعتها القاسية وتضاريسها الوعره عم الجهل والفقر والصراع القبلي ولم يبقى من ذكر جزيرة العرب الا رحلة الحج ومرت السنين وانطوت صفحات مايقارب الف عام لم يكن هناك قوة تجمع وحدة هذا الكيان بل كانت مقسمة الى امارات قبلية متناحرة يعمها الضعف والفقر والتفكك وعدم الاستقرار الى ان قيض الله لها الامام محمد بن سعود رحمه الله الذي تولى امارة الدرعية عام ١١٣٩هجري فقاد البلاد الى مرحلة جديدة من التاريخ وأسس الدولة السعودية الاولى وبدأت الحياة تعود لجزيرة العرب وبداء الازدهار العلمي والاقتصادي ونصرة الدين الاسلامي وتوحيد الصف وساد الاستقرار السياسي مايقارب مائة عام وبعد ان اشتد النفوذ الخارجي للقضاء على الدولة السعودية الاولى عاد الاصرار من هذه الاسرة المباركة وقامت الدولة السعودية الثانية لتستمر ايضا حوالي مائة عام اخرى تتابعت خلالها النهضة في شت المجالات ثم عاد النفوذ الخارجي ليجدد سطوته على الدولة السعودية الثانية الا انه وبفضل من الله لنا ملوك كواكب اذا غاب كوكب لاح اخر فظهر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود ليستعيد ملك ابائه فبنى دولته واعاد الى جزيرة العرب اسلامها النقي وبذل اغلى مايملك لخدمة مقدساتها وحارب النعرات القبلية وقادها الى التصالح وساد الامن واخرج النفط واسس للتعليم وجاهد الى ان اسس هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية واليوم ابناءه واحفاده من بعده يجاهدون من اجل تنمية وازدهار هذا الكيان يساندهم شعبهم العظيم لذلك كان اعلان يوم التأسيس مناسبة عظيمة لنستذكر امتداد هذه الدولة السعودية لااكثر من ثلاثة قرون من العمق التاريخي لها كدولة عربية خالصة بحكامها وشعبها.
كتبه الشيخ
فهد بن زارع العمري