في ظل التطورات الهائلة والسريعة، وتزايد صخب الحياة المتسارع، وتدهور الأحوال المعيشية للناس، تجعلنا لا نستطيع مواكبة ما يحصل داخل هذا الكون الفسيح، فمن منّا لم يعاني ألم الفقد أو الفشل أو سوء الظروف أو الضغوط بكافة أشكالها، أقول هذا الكلام استنتاجًا من قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ)..
مهما ادعيت مثاليتك وأنك متفائل في سائر حياتك، في الأخير أنت بشر، مثلك مثل غيرك من البشر، قد تضعف عند بعض المحن، وقد تعتريك بعض الظروف الصعبة، وقد تساق إليك بعض الأفكار السلبية، وقد تسرقك أحوالك المعيشية عن واقعك المتفائل الذي طالما تدعو إليه.
بكل إيجابية لا تستلم للظروف وتعايش مع لحظة الألم، وأبحث عن الحل بالإتصال المباشر مع الله عزوجل بالدعاء لمن بيديه ملك السموات وخزائن الأرض، ثم أتجه بالأخذ بالأسباب الدنيوية والبشرية المناطة لك، فإن لم تجد حلًا، أذهب بأخذ قسط من الراحة وفترة استراحة لتحتسي فنجان قهوتك الصباحية، أو شرب شاهي المساء، أو الجلوس إلى صديق أو مراسلة قريب تحدثه ويحدثنك، أو التوجه إلى لإداء العمرة أو زيارة المسجد النبوي الشريف أو المكوث في أحد المساجد لبرهة من الزمن.
دائمًا كن إيجابيًا بالبحث عن الحلول الممكنة، فعندما يتعرض أحدنا لبعض هذه الأفكار السلبية، لا يدفع نفسه إلى الانعزال عن العالم، بل يتواصل مع العائلة والأصدقاء ويكون روابط وعلاقات اجتماعية حوله، فربما صديقًا مخلصًا واحدًا ينصت إليك يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في حياتك، فالتواصل الاجتماعي وسيلة جيدة لتخفيف التوتر والضغوط النفسية والأفكار السلبية؛ لأنها قد تتيح لك تشتيت الإنتباه عما يؤرقك، وتساعدتك على تحمل تقلبات الحياة.
ومن ضمن الحلول أن تتحلى بروح الدعابة، لتحسين وتغيير مزاجك للأفضل، فعندما تضحك، يخفف الضحك من الضغوط النفسية، ويسبب حدوث تغييرات جسدية إيجابية لديك، لذا اقرأ بعض النكات، أو قل بعض النكات، أو شاهد شيئًا كوميديًّا، أو اخرج مع أصدقائك المضحكين..
ومن الحلول للخروج من التوتر والضغوط النفسية أن تمارس الرياضة البدنية كالمشي أو الجري أو العمل في الحديقة، أو تنظيف المنزل، أو ركوب ركوب الخيل أو الدراجة أو السباحة، أو ممارسة تدريبات رياضية في بيتك أو النادي، أو تكنيس الأرضيات أو أي شيء آخر يجعلك نشيطًا، لأن الأنشطة البدنية تحفز إفراز الإندورفينات التي تجعلك تشعُر بتحسن المزاج وتغيير الأجواء وتشعر بالراحة النفسية.
*ترويقة:*
هل تنظر إلى نصف الكوب الممتلئ أم الفارغ؟ تعكس كيفية إجابتك لهذا السؤال العتيق عن التفكير الإيجابي، ونظرتك إلى الحياة، وسلوكك تجاه الظروف، هذا إذا كنت متفائلًا، أما إن كنت التشاؤمًا دائمًا، فهذا يؤثر على صحتك كإنسان..
ومن أجمل الحلول اليومية البسيطة التي امارسها عند بعض الضغوط النفسية أن أتذكر الإيجابيات التي مرت خلال يومي، محاولًا تذكرها بشكل إيجابي، كمثال هل أكلت الطبق الذي تحبه؟ هل شاهدت المسلسل الذي لطالما استمتعت بمشاهدته؟ هل تابعت مبارة لفريقك؟ هل ابتسم لك بائع البقالة في حيك؟ هل ذهبت إلى حديقة للاستراحة والاسترخاء؟ كلها أمور قد تبدو بسيطة لكنها تحمل الكثير من المعاني عندما يقوم المرء باختيار الوقت المناسب لممارستها.
*ومضة:*
يقول المدرب عبدالله القاسم:
“إن التحرر من دائرة تفكير الألم يبدأ بالفكرة التالية: أجعل وجهتك تجاه ربك، وعندها كل شيء سيبدو هيّنًا، وهذا يقودك بإذن الله إلى التحرر من قيود التفكير السلبي ودائرة الشعور بالألم.
*رابط:*
https://x.com/alremi_saleh1/status/1846861015943622954?t=K8njDDDs1zRAZIN52956Fw&s=19
✒️ صَالِح الرِّيمِي
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*