المحليات

مختص : نقص فيتامين “الثيامين” يهدد صحة القلب وسلامة الدماغ

كشف طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، أن بعض الحالات تشكو من نقص فيتامين B1 ويتم اكتشاف ذلك بالصدفة عند إجراء تحاليل للتأكد من منسوب نقص الفيتامينات الأخرى، واكتشاف ذلك يشكل أهمية كبيرة لتجنب الأعراض الناتجة عن نقصانه في الجسم.

وقال إن فيتامين B1 والمعروف أيضاً بـ “الثيامين” هو عنصر حيوي لإنتاج الطاقة في الجسم ، وهو مكون من مكونات الإنزيمات المختلفة، ومسؤول عن تنظيم عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والأحماض الأمينية والبروتينات والدهون لتوفير الطاقة ، بالإضافة إلى ذلك يلعب هذا الفيتامين دوراً في انتقال المنبهات بين الخلايا العصبية ، وفي حالة نقصانه تتعطل جميع هذه العمليات ، إذ يؤدي نقصانه أيضا إلى اضطرابات في الجهاز العصبي واستقلاب الكربوهيدرات ،

ولفت إلى أن أعراض نقص فيتامين B1 قد تشابه أعراض بعض الأمراض مثل داء السكري وقصور القلب الاحتقاني ، ومن أكثر أعراض نقص الثيامين شيوعًا: عدم وضوح الرؤية والإرتباك والهذيان والتعب والتهيج وفقدان الشهية والغثيان والقيء ومشاكل الذاكرة قصيرة المدى والشعور بالوخز والحرقان في الذراعين والساقين ، كما يتسبب النقص المستمر والشديد في هذا الفيتامين إلى الإصابة بمرض بيري بيري الذي يعتبر حالة خطيرة تتسبب في مشاكل في الأعصاب المحيطية، وضعف في العضلات، وتؤثر على وظيفة القلب والتنفس واليقظة ، وأيضا قد يؤدي النقص المستمر والشديد في فيتامين B1 إلى متلازمة كورساكوف وهي حالة ينتج عنها تلف في الدماغ بسبب تراكم حمض البيروفيك في مجرى الدم.

وعن الأسباب تابع د.ضياء : أن الكثير من الناس يعتمد بشكل كبير على السكر والكربوهيدرات المُعالجة مثل الأرز الأبيض والدقيق الأبيض ونتيجة لذلك من المُحتمل أن يُصابوا بنقص الثيامين ، كما أن الإفراط في الكافيين قد يقلل من امتصاص الثيامين وأيضا وجود مشاكل في الامتصاص مثل الإسهال المزمن، وبعض الأدوية مثل الميتفورمين والمدرات والمضادات الحيوية قد تمنع امتصاص الثيامين ، ونجد أيضا أن الأشخاص النباتيين او المعتمدين على حمية نباتية اكثر عرضة لنقص فيتامين B1 لكنه يحدث في حال اقتصر نظامهم الغذائي على الكربوهيدرات المكررة مثل الأرز والدقيق الأبيض ، واذا تضمن النظام مصادر جيدة من اللحوم والحبوب الكاملة فإنه من النادر حصول النقص ، وبجانب ذلك الحالات التي تزيد حاجة الجسم للفيتامين مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، الحمل، الرضاعة الطبيعية، وممارسة التمارين الرياضية ، وفي الدول الغربية يعتبر تعاطي الكحول المفرط من أهم أسباب نقص فيتامين B1 ، والسبب أنه يتداخل مع امتصاص واستقلاب الفيتامين ، في حين أن صحة الأمعاء غالبًا ما ترتبط بأمراض المناعة الذاتية، من المهم إدراك أن نقص الفيتامينات، الذي قد يكون ناتجًا عن مشاكل في الأمعاء، قد يسهم أيضًا في هذه الحالات ، وتشير الأبحاث إلى أن نقص الثيامين، حتى دون وجود نقص ملموس في الدم أو مشاكل في الامتصاص، قد يكون مرتبطًا بأعراض المناعة الذاتية ، إذ أظهرت الدراسات أن تناول الثيامين بكميات كبيرة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على أمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك الصدفية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة، وداء هاشيموتو ، وفي مراجعة منهجية لمكملات الثيامين في تحسين مرض السكري واختلال وظائف القلب والأوعية الدموية المرتبط به نشرت المجلة الدولية للعلوم الطبية عام 2025 أكدت على الدور الحاسم للثيامين في التحكم في ارتفاع نسبة السكر في الدم، وخاصة بالنسبة للمرضى المعرضين لخطر المضاعفات الدقيقة والكبيرة ، وإضافة إلى ذلك فإن تناول مكملات فيتامين B1 بجرعات عالية تقلل من ضغط الدم الانبساطي لدى مرضى ارتفاع السكر في الدم، وبالتالي تؤكد دورها الوقائي في وظيفة بطانة الأوعية الدموية.

وأضاف : هناك دراسات عديدة تطرقت إلى أهمية فيتامين B1 ومنها دراسة أجريت في مقاطعة باتان بالفلبين شملت آلاف الأشخاص من سكان القرى لخفض معدلات مرض بيري بيري ، وبالفعل تحقق ذلك بإدخال الأرز المدعم بالثيامين ، إذ خفّض بشكل كبير حالات مرض البيري بيري الناتجة عن نقص B1 ، بجانب دراسات أجريت في كمبوديا وتايلاند على الأطفال والنساء المرضعات، بسبب انتشار نقص الثيامين في هذه الدول ، وأوضحت النتائج وجود مشاكل في النمو والجهاز العصبي، وتم مواجهة المشكلة بمكملات B1 الغذائية وتحسّنت الصحة العامة للأطفال ، بالإضافة إلى ذلك دراسات أجريت في دول أوروبية مثل بلجيكا وألمانيا ، على مرضى بعد جراحات القلب ، وجدت الدراسة أن إعطاء الثيامين ادى الى تحسين بعض مؤشرات التمثيل الغذائي.

وعن المصادر الغذائية لفيتامين B1 أوضح د.ضياء:

هناك بعض المصادر الغذائية الرئيسية مثل الحبوب والبقوليات كالأرز البني، القمح الكامل، الشوفان، العدس، الفاصوليا ، وايضا المكسرات والبذور كبذور دوار الشمس، السمسم، اللوز، الفول السوداني ، واللحوم والأسماك ، الكبد، التونة، السلمون، السردين ، والخضروات والفواكه كالبطاطس، الهليون، السبانخ، البرتقال ، وهناك مصادر أخرى كالحليب ومشتقاته،

وللاستفادة القصوى من الثيامين، ينصح بتناول الأطعمة طازجة أو مطهوة بطريقة خفيفة، لأن الفيتامين حساس للحرارة ويفقد بسهولة في الماء.

وختم د.ضياء حديثه موضحا : عند وجود نقص في كميات فيتامين B1 فإنه يجب أن يعوض عبر المكملات الغذائية، حيث إن الكمية المسموح بها يوميًا تختلف ، فالجرعة الوقائية الموصى بها للأشخاص الأصحاء الرجال هي 1.2 مجم ، بينما النساء 1.1 مجم ، والمرأة الحامل 1.4 مجم من فيتامين b1 يوميًا ، اما في حالات النقص قد تتطلب جرعات أعلى بإشراف طبي. ويُفضل تناول الجرعة صباحا بعد الإفطار، حيث يعمل هذا الفيتامين على إنتاج الطاقة؛ مما يجعله مثاليًا لتحفيز النشاط والحيوية طوال اليوم ، أما في حالات النقص الشديد فيفضل إعطاء فيتامينات B عن طريق الحقن من مرة إلى مرتين أسبوعيًا، وذلك لضمان وصول الجرعة كاملة إلى الدم في أسرع وقت والحصول على جرعة ممتدة المفعول.


اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com