اخصائية تغذية : البنجر يقوي المناعة والعظام وتدفق الدم والتحذير من الإفراط في تناوله

-
أوضحت اخصائية التغذية أبرار ضياء حسين ، أن البنجر (الشمندر) يعد من الخضراوات الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية التي تدعم الصحة العامة ، فهو يحتوي على مجموعة من الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين C، الفولات، فيتامين B6، المغنيسيوم، البوتاسيوم، الفسفور، المنغنيز، الحديد، النحاس، وحمض الفوليك ، وجميع هذه العناصر تلعب دورًا مهمًا في تقوية جهاز المناعة والمساهمة في صحة العظام، مما يجعله خيارًا مفيدًا خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية.
وقالت إن الشمندر يتميز باحتوائه على مركب “البيتالينز”، وهو مركب ذو خصائص مضادة للالتهاب في جميع أنحاء الجسم، وقد أظهرت دراسات فوائده بشكل خاص لدى الأشخاص المصابين بأمراض مناعية مثل الروماتويد، إذ يحتوي الشمندر على مضادات أكسدة قوية تساهم في تقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي، مما يعزز من كفاءة الجهاز المناعي في مقاومة الأمراض.
وتابعت : من الفوائد الإضافية للشمندر قدرته على تحسين تدفق الدم بفضل محتواه العالي من النترات، ما يسهم في إيصال الأكسجين والعناصر الغذائية إلى الخلايا المناعية، وبالتالي تعزيز وظائفها. كما يدعم وظائف الكبد، وهو أمر بالغ الأهمية، حيث يلعب الكبد دورًا محوريًا في تنظيم المناعة وتنقية الجسم من السموم ، كما أن دراسة نُشرت في مجلة “أنالز للأمراض الروماتيزمية” أشارت إلى أن تناول عصير الشمندر لمدة أسبوعين ساهم في تحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية لدى مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض الانسداد الرئوي المزمن ، فيما أظهرت دراسة أخرى أُجريت على مرضى التهاب المفاصل العظمي أن تناول كبسولات مستخلصة من مركب البيتالين الموجود في الشمندر ساهم في تقليل الألم والانزعاج المصاحب للحالة.
وأكملت: وفقًا لأحدث الدراسات العلمية، تم عزل ببتيد من الشمندر أظهر نتائج واعدة كمركب دوائي محتمل لعلاج الالتهابات المزمنة، بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية. وقد تبين أن هذا الببتيد قادر على تثبيط إنزيم “بروليل أوليجوبيبتيديز” (POP)، وهو إنزيم يُشارك في تحلل بعض الهرمونات البروتينية التي تنظم الاستجابات الالتهابية ، فالتركيب الجزيئي المستقر لهذا الببتيد يجعله مرشحًا قويًا لمزيد من الدراسات المستقبلية، والتي قد تفتح المجال أمام خيارات علاجية جديدة لهذه الفئة من الأمراض.
ونوهت أنه رغم الفوائد العديدة للشمندر، إلا أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى بعض الأضرار فقد يسبب ردود فعل تحسسية مثل الطفح الجلدي والحكة والاحمرار ، كما يحتوي الشمندر على نسبة عالية من الأوكسالات، وهي مركبات قد تزيد من خطر الإصابة بالنقرس أو التهاب المفاصل، ويمكن أن ترتبط بالكالسيوم والفوسفور وتؤدي إلى تكوّن حصى الكلى ، لذلك يُنصح الأشخاص الذين لديهم تاريخ مع حصى الكلى بتجنب تناوله، أما الأشخاص الأصحاء، فيجب الاعتدال في استهلاكه ، كذلك قد يؤدي الشمندر إلى تراكم بعض المعادن في الجسم مثل الحديد والفوسفور والمغنيسيوم، مما يشكّل عبئًا على الكبد المسؤول عن تنقية الدم والتخلص من السموم ، ونظرًا لاحتوائه على النترات الطبيعية، فإنها قد تتحول في الجسم إلى أكسيد النيتريك الذي يعمل على توسيع الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم، وهو ما قد يكون خطيرًا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من انخفاض في ضغط الدم.
وختمت اخصائية التغذية أبرار حديثها بقولها:
إن النترات قد تُسبب اضطرابات هضمية مثل الغثيان، والقيء، والمغص، والإسهال، وانتفاخ البطن ، كما قد تؤثر على مستويات السكر في الدم، ما يجعل من الضروري الانتباه عند تناوله خلال فترة الحمل أو في حالات مرضية خاصة ، وفي النهاية يمكن اعتبار الشمندر جزءًا مفيدًا من نظام غذائي صحي ومتوازن، إلا أن تناوله لا يغني عن العلاج الطبي ولا يشكل علاجًا مستقلًا لأمراض المناعة الذاتية، بل يُفضل دائمًا استشارة الطبيب المعالج ودمجه ضمن خطة علاجية متكاملة.
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.