المقالات

*المملكة وفن إدارة الأزمات* 

محمد مبارك البريكي -

أثبتت المملكة قدرتها على إدارة الأزمات في مختلف المجالات، وتوظيف مخرجاتها للإنسان والمكان، وبما يضمن الحياة الكريمة والتنمية الشاملة، وبما لا يؤثر على استمرارية العملية التنموية، مهما كانت حدة هذه الأزمات وتعقيداتها داخلياً أو خارجياً.

ومنذ تقلد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، وبمساندة من عضيده ومهندس الرؤية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – والمملكة تُبهر العالم في كيفية إدارة الأزمات، بل وأصبحت الأنموذج الذي يحتذى به عالمياً، وتسعى دول كثيرة إلى تطبيقه، بل وتدريسه، وتقديمه كمثال يجب تطبيقه في مواجهة الأزمات.

وما أسهم في تحقيق المملكة لهذه النجاحات في إدارة الأزمات هو أن الخطط الحكيمة التي يقودها ولي العهد، تعتمد على فصل التعاطي مع أزمة بعينها عن سير العملية التنموية الشاملة، من خلال تخصيص فرق عمل معينة محددة مهمتها مواجهة الأزمات، بينما فرق أخرى تواصل أعمالها في بقية المجالات: عسكرية أو اقتصادية أو سياسية أو خلافها، وبما يضمن عدم تعطيل جوانب التقدم والازدهار.

كما أضافت تجربة المملكة في مواجهة جائحة كورونا المستجدة، مفاهيم مبتكرة في إدارة الأزمات، وقدمت للعالم أنموذجاً في تعاملها مع تداعيات الموقف صحياً، واجتماعياً، واقتصادياً، متميزة بقيمه الإنسانية فلم تفرق بين مواطن ووافد على ثراها، وإلى أبعد من ذلك امتدت جهود المملكة خارجياً لتساند الأسرة الدولية؛ حمايةً لملايين البشر من خطر الجائحة.

واتسمت إدارة الأزمة في المملكة بالنهج التكاملي لمنظومة العمل الحكومي والأهلي والتطوعي، غايتها في المقام الأول الحفاظ على الصحة العامة وفق المعايير المعتمدة، إلى جانب دعم جهود الدول والمنظمات الدولية وبالأخص منظمة الصحة العالمية لوقف انتشار الفيروس ومحاصرته والقضاء عليه.

واتضح أيضا دور المملكة في مجابهة التغيرات المناخية وموجات الجفاف، خلال المشاركة في مؤتمر المناخ COP27 ، حيث يسعى المركز الوطني من خلال ذلك أن تكون أنشطة المخاطر والأزمات جزءًا من حوكمته وقيادته، وأساسياً في إدارته وتوجهاته وضبط أعماله على جميع المستويات التنظيمية، من خلال تطوير القدرات في مجال الطوارئ الأرصادية، وتطوير القدرات في النمذجة للتوقعات المناخية، بالإضافة إلى توفير وسائل الاتصال المعتمدة من الأمانة العامة للمخاطر الوطنية، كما يعمل المركز على إنشاء مقراً بديلاً لإدارة الأزمة، وتجهيز غرفة اتصال آمنه ومشفرة للعمل بشكل استباقي للحد من آثار المخاطر والوقاية منها.

كما بذلت المملكة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة العديد من المساهمات السخية لتخفيف آثار الأزمة الإنسانية التي يمر بها الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة ، حيث قدمت المملكة وما زالت تقدم المساعدات الغذائية والإيوائية والطبية عبر الجسور الجوية والبحرية، إلى جانب القيام بعملية الإسقاط الجوي لإيصال المساعدات الغذائية النوعية للمتضررين في القطاع؛ بهدف كسر إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي المعابر الحدودية، وفي إطار هذه الجهود أنشأ المركز مؤخرًا مخيمًا للنازحين الفلسطينيين في مدينة خان يونس استجابة لمناشدات النازحين الذين يقيمون بالقرب من شاطئ البحر، الذين تعرضت خيامهم للضرر والغرق نتيجة ارتفاع الأمواج.

وأخيراً ،أحب أن أقول ” إن كان لفن إدارة الأزمة ومواجهة الكوارث الطبيعية دولة، فعاصمتها وبكل تأكيد الدولة السعودية العظمى” . فشكراً لهذا البلد العظيم، شكراً بحجم السماء وعدد النجوم، شكراً لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ،وولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – وأدام على مملكتنا الحبيبة نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء.

محمد مبارك البريكي


اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى