المقالات

أيها الحجاج كيف حجكم ؟

مفرح حبسان

-

قبل أن أسألكم ، وقبل أن تجيبوا ؟
أسأل الله أن يتقبل حجكم ويشكر سعيكم ويغفر ذنوبكم ، فذاك هو الفوز والغاية ، وهو المقصود في النهاية .

حجاج بيت الله ، لقد أتيتم براً وبحراً وجوا ، تعددت الوسائل والسبل والمقصود تم ، وتنوعت أماكن القدوم والمطلوب ثَم .

في مكةَ اللقاء تطوفوا بالبيت العتيق ، وتبلوا ضمأ قلوبكم ، وترووا عطش أرواحكم من ماء زمزم المبارك ، وعلى صعيد عرفات البكاء ، مناجاةً وتوسلاً وابتهالاً لمالك الأرض والسماء ، بأن يغفر ويعفو عن الذنوب والزلات ، ويصلح الأحوال والنيات ، فهنيئاً لكم والله تلك الدعوات ، وفي المزدلفة تخفيف التعب والنصب ثم الاجتهاد لإكمال الجهد الأبي ، وفي منى يُحَط العناء وترتاح الأجساد لإتمام المشوار .

حجاج بيت الله : هل رابكم مما وجدتم شيئاً ؟ .

إنني سوف أُجيب بلسان حالكم / فوالله لقد جندت الدولة السعودية كل الخدمات والإمكانات ، ويسرت كل السبل والمعوقات ، ووفرت كل ما يخدم ويلبي متطلبات الحجاج بكل أمانٍ وراحةٍ واطمئنان .

حجاج بيت الله : وهل شعرتم بالخوف أو الارتباك ؟.

ولسان الحال يقول : جزاهم الله خير الجزاء فالأمن بكل مكان ، والخيرات من كل ما لذ وطاب ، نمشي مطمئنين ، ونأكل متهنين ، وننام مستريحين .

حجاج بيت الله : وهل أعياكم وأقعدكم المرض والتعب ؟ .

وكأنهم يقولوا إن أجر هذه الدولة المباركة على الله ، فالعالم يرى ويشاهد ، ونحن على ذلك من أرض الواقع نشهد بأن وسائل الصحة متوفرة على أرقى المستويات ، ومن أفضل الخدمات .

بل سيرت قوافل لإتمام وإكمال حج من أعياهم التعب وأقعدهم المرض ، فلله در هذا البلد وحكامه .

حجاج بيت الله : وهل وجدتم الصدق واللين في التعامل ؟ .

نُشهدُ الله رأينا ما أبهرنا وأثلج صدورنا ، رأينا ما سرنا وأفرح قلوبنا ، رأينا البذل والعطاء ، ورأينا التضحية والفداء ، ورأينا الصدق والوفاء ، ورأينا الحب والولاء .

إنها دولة الإسلام ومأرزه ، سخرت كل العاملين لخدمتنا بجميع قطاعاتها الحكومية والأهلية موظفين ومتطوعين رجالاً ونساء ، فنسأل الله أن يحفظ لهذ البلد قادته ورجال أمنه وقوات دفاعه ، وكل مخلص ووفي لهذا الوطن الغالي .

حجاج بيت الله : الأسئلة كثيرة ، ولكن هل من كلمة أخيرة ؟ .

وأنا أقول نيابة عن حجاج بيت الله إن هذا البلد معروف المعالم منذ وقت طويل يحمل عقيدة سمحة وسطية الاعتدال والمنهج ، يتوقد نشاطها ديناً أبياً وسطاً يحملُ أعباءه قادةٌ عظام سخروا وقتهم وجهدهم وبذلوا الغالي والنفيس لجعل هذ البلد ، بلد خيرٍ ونماء ، بلد خيرٍ وعطاء ، بلد حبٍ وسلام ، ليكون مأوى للقلوب ، واجتماع للأفئدة والأرواح الصادقة المخلصة ، وبذلك سادوا لأنهم حققوا ما ينشده الإسلام من فضائل ، ومعاملة حسنة ، وسيرة عطرة .

وأما من يريد غير ذلك ، فإن العيون الساهرة له بالمرصاد حتى يرى النور ويعود عن جهله وتدارك أخطاءه ، وإلا فالجزاء حسابه .

إن من فضل الله وقدره على هذا البلد أن يحكمه رجال أوفياء استطاعوا إنارة أقطاره ، ونقل شعبه إلى القمة منافسين لكل دول العالم المتحضر ، وما ذاك إلا لوجود معادن خاصة لرجال أفذاذ من طراز رفيع غيرت المعالم باتساع آفاقها البعيدة ورؤيتها الثاقبة .

بالمختصر حجاج بيت الله : عسى أن تكونوا في رضى وراحة بال ، فبلادي لم تدخر جهداً في خدمتكم لإنجاح حجكم بأمن وأمان في هدوء وسكينة وسلام .

ونطمع منكم بل ونأمل ونتمنى بأن تأدوا النسك بكل خشوع وطمأنينة ملتزمين بالقوانين والأنظمة التي وضعت من أجل سلامتكم ، ومن أجل صالح الجميع .

حفظ الله السعودية وأهلها ، وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين من كل سوء ومكروه .


اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com