
-
في عالمٍ مليء بالتحديات اليومية، يظل احترام الكائن البشري قيمة غاية في الأهمية. يوميًا، نشهد مواقف مؤلمة تدمع لها العيون، حيث يتعامل بعض الأفراد مع الآخرين بشكل يظهر نقصًا في الإنسانية. من المحزن أن نرى كيف يمكن لتصرفات بسيطة أن تؤذي مشاعر الآخرين، خاصةً أولئك الذين هم أقل منا في المكانة أو العمر.
تخيل أن تكون موظف استقبال في مستشفى، حيث يأتيك مراجع متوتر يبحث عن المساعدة. هذا الشخص ربما يكون في أشد حالات القلق، يفكر في صحة مريضه أو صحة نفسه. إننا جميعًا نمر بلحظات صعبة، وقد يكون من السهل أن نفقد صبرنا أو أن نتصرف بشكل غير لائق. ولكن، إذا نظرنا إلى كل إنسان ككائن يستحق الاحترام، يمكن أن تتغير طريقة تعاملنا.
فلنجعل شعارنا “العطاء بلا تمنُّن”، حيث نحتسب أجرنا عند الله لا عند البشر. في كل يوم، لدينا الفرصة لنكون قدوة لأبنائنا ومجتمعاتنا، وأن نُظهر الاحترام واللطف في تعاملاتنا. كفى تنمرًا على من هم أقل منا أو بحاجة إلى مساعدتنا. فكل إنسان يحمل قصته ومعاناته، ومن واجبنا أن نُظهر التعاطف.
أهمية التعاطف في بيئة العمل.
إننا، كموظفين أو مراجعين، نحتاج إلى فهم بعضنا البعض. عندما نتحدث عن موظف الاستقبال، علينا أن ندرك أن دوره حيوي. هو الشخص الذي يقف في خط المواجهة، يتلقى استفسارات المراجعين، ويتعامل مع مختلف الشخصيات. نحن بحاجة إلى أن نكون صبورين ونتفهم أن الجميع يواجه تحدياته الخاصة.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحبوا للناس ما تحبون لأنفسكم”. يجب أن نجعل من هذا المبدأ دليلاً لنا في حياتنا اليومية.
دعوة للتفهم من الجميع.
أيها المراجع، عليك أن تضع في اعتبارك أن موظف الاستقبال هو هنا من أجلك. هو يعمل كل يوم في ظروف قد تكون مرهقة، لذا يجب عليك التحلي بالصبر والاحترام. لا تقلل من مهامه أو مكانته أمام الآخرين. اجعل تواصلك واضحًا، وكن مهذبًا في استفساراتك.
إذا شعرت بالضيق، حاول أن تتخيل نفسك في مكان الموظف. ماذا لو كنت في موقفه، تتلقى انتقادات أو استفسارات في أوقات عصيبة؟ سيساعدنا ذلك على التفاعل بلطف أكثر.
في النهاية، إن احترام الكائن البشري ليس مجرد واجب، بل هو أساس بناء مجتمع متماسك ومتعاون. فلنُظهر الاحترام في كل تعاملاتنا، ولنكن جميعًا قدوة في تقديم اللطف والتفهم. كل كلمة طيبة، وكل فعل رحيم، يمكن أن يُحدث فرقًا في حياة الآخرين. دعونا نزرع هذه القيم في قلوبنا وفي قلوب من حولنا، لننعم بمجتمع يسوده الاحترام والتعاطف. فالعالم يحتاج إلى قلوب رحيمة، لنبدأ من الآن.
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.