إن المملكة العربية السعودية اليوم تعيش أزهى عصورها،حيث عملت على نشر ثقافة التسامح وتعزيز قيمه ونبذ صور وملامح التطرف والكراهية والعنف؛ إيماناً منها بأن التسامح بين الناس أساس للتعايش، ومنهج حياة، ومن المبادئ الجامعة بين الأفراد، وبناء الحضارات.
والعالم بأكمله ينظر إلى المملكة، وهي تقوم بخدمة ملايين المعتمرين والقاصدين في الحرمين، من أطهر بقاع الأرض ومن بلاد التسامح والسلام، ومن خلال مبادئها التي لا تحيد عنها، وثوابتها التي لا تتغير، فضلاً عن قيادتها للعالم العربي والإسلامي، والدفاع عن مبادئ القيم النبيلة للإسلام وتكريس قيم الاعتدال، بكل ما أوتيت من قوة وإمكانات خصوصاً أن قادة المملكة يؤمنون بأن الإسلام، يحض على التراحم بين جميع البشر، على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وثقافاتهم، كما تؤمن بأنه بالإمكان التعايش السلمي الآمن بين معتقدي جميع الديانات، كون مشتركات التسامح الإنسانية أعمق مع احترام العقائد والديانات الأخرى.
ومن هنا حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله -على نشر ثقافة التسامح والسلام في ربوع العالم، وحل الخلافات بين الدول وتقريب وجهات النظر وخدمة الحرمين وقاصديهما، وساعدهم على ذلك كون المملكة دولة محورية ومركزية، تتمتع بثقل ديني واقتصادي وسياسي مهم في المنطقة والعالم، ويحظى قادتها على مرّ التاريخ بكل التقدير والاحترام من الجميع قادة وشعوبا لأدوارهم لتعزيز قيم الإنسانية وتعظيم الأمن والسلم العالمي. ورغم كل التحديات والصعاب في المحيط والعالم، شق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الطريق نحو التغيير والإصلاح الشامل وفق الرؤية 2030 وتقديم صورة للسعودية المتسامحة المنفتحة على الآخر وتفهّمّ ثقافة العالم وتكريس قيم الاعتدال ونبذ الإرهاب والتطرف؛ ولذلك أنشأت المملكة المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف “اعتدال”، الذي يعمل على تحجيم خطاب الكراهية ومحاصرة دعاته من خلال تجفيف منابع الكراهية في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، وتشجيع الناس على الإبلاغ عن جرائم الكراهية، وتعزيز دور التربية والتعليم تجاه مكافحة خطاب الكراهية ودعم ثقافة التعايش الإنساني، وإطلاق مبادرات أخلاقية تحفّز على نبذ الكراهية ونشر قيم الاعتدال.
واليوم نعيش تجربة سعودية رائدة ونادرة هامة لتعظيم صورة الإسلام السمح وإعادة التموضع لوضع مصالح المملكة الإستراتيجية العليا فوق أي اعتبار وتعضيد موازيين القوى الاقتصادية والفكرية والاجتماعية من خلال التسامح وبناء القوة الذكية والروحانية والناعمة والسياحية.
محمد مبارك البريكي