المقالات

*قل كلمتك.. وامشِ!!*

✒️صَالِح الرِّيمِي

بداية اعترف بأنني إنسان متفائل وبسيط جدًا في الحياة ومرن في التعامل مع الآخرين، وديدن حياتي ككاتب إجتماعي نشر السعادة بين الناس، اليوم سأروي ما جال في خاطري ذات صباح، حيث لم يستطع النوم أن يتسلل إلى جفوني في تلك الليلة، ومع ذلك استيقظت مع الفجر على عادتي وبدأت تجول في خاطري فكرة كيف يمكنني أن أجاري رغبتي في أن أكون أنا كما أنا في مجتمع يرفض الإختلاف؟؟
الإختلاف أمر طبيعي وسنة كونية قائمة إلى قيام الساعة، والنقد البناء مطلوب ومرحب به كثيرًا، ولابد منه وهو جزء ﻻ يتجزأ من حياة اﻹنسان، ولا ننسى أن الإنسان معرض للخطأ البشري على الدوام وإﻻ لن يصبح بشرًا، بل أصبح معصومًا، ومن يدعي الكمال هو يتكلم عن الخيال والملائكية، فكل شخص له مشارب ومفاهيم مختلفة.

ولهذا أوجد الله الإختلاف بين البشر، وتفسير ما يراه الشخص ويشاهده مرتبط بما يحمله من فكر ووعي، ويجب على الكثير منّا أن يكون مُصلحًا للخطأ لا مُفسدًا للمخطئ، وأن لا يقارن بين ما يراه وبين ما يحملوه من فكر وبالتالي يحرم نفسه من الفكر العميق في استيعاب غيره من المختلف معه، وأن من خلق هذا التنوع هو الله سبحانه جل جلاله لسنة إلهية لاستمرار واعمار الأرض..
فإذا كان الإختلاف يؤدى إلى القطيعة أين يذهب الود؟ وإذا كان الإختلاف يحتاج سنين حتى تعود المحبة من جديد، فأين الفضيلة؟
وإذا كان الإختلاف يؤدى إلى الهجر، فأين تذهب المحبة؟ وإن كان الإختلاف يؤدى إلى اﻷحقاد، فأين تذهب المصداقية؟

في حياتنا اليومية وتعاملاتنا لم نتعود أن نعترف باختلافنا، فالإبداع ليس في تشابهنا ولكن في اختلافنا، والإبداع يكون في تمكننا من الوصول إلى اتفاقات ونحن مختلفون وليس في الوصول إلى اتفاقات ونحن متشابهون ومتفقون، لأن هذا الإتفاق الأخير لا قيمة له كوننا من الأساس متفقين..
ويعني الإختلاف ليس خلاف بين البشر، فالإختلاف هو تكامل للبشر، وكلًا منّا له وجهة نظر مختلفة عن الآخر، وأخيرًا استندت إلى أن أقول رأيي واترك للآخرين التعليق والنقد.

*ترويقة:*
“قل كلمتك.. وامشِ!! وإن أهم شيء في التواصل مع الناس هو القدرة على سماع كل ما لا يقولونه”، بيتر دراكر..
وتساءل أنيس شوشان وأجاب «أتدرون لم يهاجر منّا السلام، أتدرون لما يعود فينا الظلام؟» ببساطة لأننا مجتمع يخاف نحن مجتمع يخاف الإختلاف.

*ومضة:*
قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ…).

*رابط:*

✒️صَالِح الرِّيمِي

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com