بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل مجتمع كان وقتها يعاني عنصرية طبقية، وفي محيط اجتماعي كان يعاني أزمة انسانية معقدة، وجاء الإسلام ورفع شعار الإنسانية، وأصل لها، وجعلها لها حيزًا كبيرًا في منطلقاته النظرية، وفي تطبيقاته العملية، فالإنسانية في الإسلام ليست مجرد أمنية شاعرية تهفو إليها بعض النفوس، وليست فكرة مثاليةً تتخيلها بعض الرؤوس، وليست حبرًا على ورق سطرته بعض الأقلام، إنها ركن عقدي وواقع تطبيقي، وثمار يانعة..
ثم جاء من بعد النبي صلى الله عليه وسلم الخلفاء الراشدين المهدين وأرسلوا قواعد الإسلام وأخلاقه، لتكملة مسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعد أبو بكر الصديق رضي الله عنه جاء الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد وصفه المؤرخون المسلمون والأجانب بأنه من أعظم قادة التأريخ، ورغم ذلك لم يدخل الغرور قلبه، فقد اتصف بتواضعه، ورقة قلبه، وعدل لم يُعرف إلا عند الأنبياء والصفوة من أتباعهم، وكان يأكل الخبز اليابس، وينام على الحصير الخشن، ويلبس الثياب المرقعة، وهذه مدرسة النبى صلى الله عليه وسلم ربَّت جيلًا يخاف الله ويراقبه فى كل أفعاله.
ومما رواه المؤرخون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه المعروف بشدته وقوة بأسه في الحق، ومع ذلك كان يخدم الناس ويعُد لهم موائد الطعام في المدينة، وذات يوم رأى رجلًا يأكل بشماله فجاء من خلفه وقال له: يا عبدالله كل بيمينك، فأجابه الرجل: يا عبدالله إنها مشغولة، فكرر عمر رضي الله عنه السؤال مرتين، فأجابه الرجل بنفس الإجابة..
فقال له عمر رضي الله عنه: وما شغلها؟ فأجابه الرجل: قد أصيبت يوم مؤتة، فعجزت عن الحركة
فجلس إليه عمر رضي الله عنه يعتذر ويبكي ويسأله: من يوضئك؟ من يغسل لك ثيابك؟ من يغسل لك رأسك؟ ومن … ومن … ومن … ؟
ومع كل سؤال ينهمر دمعه أكثر، ثم أمر له بخادم وراحلة وطعام وهو يرجوه العفو عنه لأنه آلمه بملاحظته على أمر لم يكن يعرف أنه لا حيلة له فيها، ثم أصدر إبن الخطاب رضي الله عنه قانون مصابي الحروب، وهكذا تصنع القوانين في المجتمعات.
*ترويقة:*
تأكيدًا لمعاني الإنسانية خلق الله الناس جميعًا من نفس واحدة، والإنسانية تعني: ذلك السلوك القائم على احترام قيمة الإنسان وكرامته، مهما كان دينه ومعتقده ولونه وعرقه؛ قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾
*ومضة:*
إننا نحتاج إلى أن نربي إنسانا بمعنى الكلمة؛ ونحتاج إلى زرع إنسانٍ يبقى أثرُه مئات السنين؛ كما قال أحدُهُم: “إذا أدرتَ أن تزرع لِسَنَةٍ فازرع قمحا؛ وإذا أردتَ أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة؛ أما إذا أردتَ أن تزرع لمئة سنة فازرع إنسانا”.
*رابط:*
وهكذا تصنع القوانين
بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل مجتمع كان وقتها يعاني عنصرية طبقية، وفي محيط اجتماعي كان يعاني أزمة انسانية معقدة، وجاء الإسلام ورفع شعار الإنسانية، وأصل لها، وجعلها لها حيزًا كبيرًا في منطلقاته النظرية، وفي……
للتكملة افتح:https://t.co/KMKTPN5WWS— صَالِح الرِّيمِي (@alremi_saleh1) September 5, 2024
✒️ صَالِح الرِّيمِي
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*