قال أنس بن مالك رضي الله عنه:( لعلَّكُم تظنُّونَ أنَّ أنهارَ الجنَّةِ أُخدودٌ في الأرضِ ؟ لا واللهِ ، إنَّها لسائحةٌ على وجهِ الأرضِ ، إحدَى حافَّتَيْها اللؤلؤُ ، والأخرَى الياقوتُ ، وطينةُ المِسْكِ الأذْفَرُ قال : قلتُ : ما الأذْفَرُ؟ قال : الَّذي لا خلْطَ لهُ ).
صححه الألباني في صحيح الترغيب.
لكم أن تتخيلوا هذا الجمال،
نهر سائح يجري على وجه الأرض إحدى حافتيه اللؤلؤ والأخرى الياقوت.
قال ابن القيم رحمه الله:
أنهارُها في غير أُخدودٍ جرت
سبحانَ ممسِكَها عن الفيضانِ
من تحتِهم تجري كما شاؤُوا
مُفجَّرةً وما للنهـر من نُقصـانِ
عسلٌ مُصفَّى ثمَّ ماءٌ ثمَّ خمرٌ
ثمَّ أَنهـــارٌ مــن الألبـان
والله ما تلك المـوادُ كهـذه
لكن هما في اللَّفظِ يجتمعان.
وأعجب من هذا أن أهل الجنة يوجهون هذه الأنهار ويقودونها حيث شاؤوا بين البساتين أو بين الدور، قال تعالى: ( يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ).
قال السعدي رحمه الله:( يفجِّرها عباد الله تفجيراً أنَّى شاؤوا وكيف أرادوا؛ فإن شاؤوا؛ صرفوها إلى البساتين الزاهرات أو إلى الرياض النضرات، أو بين جوانب القصور والمساكن المزخرفات، أو إلى أيِّ جهةٍ يَرَوْنَها من الجهات المؤنَّقات ).
أللهم بلغنا هذا النعيم بفضلك يا ذا الفضل العظيم، وجودك يا جواد يا كريم، وكرمك يا ذا الجلال والإكرام، ورحمتك يا أرحم الرحمين.