هيئة الأدب والنشر والترجمة تختتم فعاليات ملتقى الترجمة الدولي 2025 بعد ثلاثة أيام حافلة بالنقاشات العلمية والجلسات المتخصصة

اختتمت هيئة الأدب والنشر والترجمة اليوم فعاليات ملتقى الترجمة الدولي 2025 في حفل ختامي، أقيم في مركز الملك الثقافي بمدينة الرياض، بعد ثلاثة أيام حافلة بالجلسات الحوارية وورش العمل التفاعلية التي جذبت عدداً كبيراً من الزوار من المهتمين والمتخصصين في مجال الترجمة من داخل المملكة وخارجها.
استهل الحفل الختامي بكلمة لسعادة الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز الواصل، الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، أكد من خلالها أن شعار الملتقى لدورة هذا العام “من السعودية.. نترجم المستقبل” يعكس التحول العميق في مفهوم الترجمة داخل المملكة، حيث لم تعد مجرد نشاطٍ لغوي، وإنما مشروع وطني يسهم في بناء جسور التواصل الإنساني وصناعة التأثير الثقافي.
وأشار الواصل إلى أن المملكة اليوم تترجم لتفهم وتُفهِم، لتكون طرفًا فاعلًا في حركة المعرفة العالمية، تصدر الأفكار كما تستقبلها، وتشارك في صياغة الحوار الثقافي القائم على الاحترام المتبادل والتطلعات المشتركة بين الشعوب.
وتضمن حفل الختام عرضًا موسيقيًا متعدد اللغات يمزج بين العربية والإنجليزية والفرنسية، في أداءٍ فنيٍّ يجسّد روح التعدد الثقافي الذي يجمع بين الموسيقى واللغة كجسرٍ للتواصل الإنساني والتقارب بين الشعوب، كما تضمن الحفل فقرة للاحتفاء بمنجزات مبادرة ترجم، وتكريم لأبرز دور النشر المستفيدة من المبادرة.
وشهد الملتقى مشاركة أكثر من 70 خبيراً محلياً ودولياً في 15 جلسة حوارية و17 ورشة عمل متخصصة، استعرضوا خلالها أحدث الاتجاهات الفكرية والتقنيات الحديثة في قطاع الترجمة، وناقشوا التحديات التي تواجه العاملين في هذا المجال وسبل تطوير الممارسات المهنية في ضوء التحولات التقنية والثقافية العالمية.
وفي إطار فعالياته النوعية، استقطبت فعالية “حكايا ترجمية” اهتمام الزوار، إذ قدّم خلالها 11 خبيراً ومترجماً تجاربهم الشخصية والمهنية وقصصهم الملهمة في رحلتهم مع الترجمة، ما أضفى طابعاً إنسانياً على الملتقى وعزز من تبادل الخبرات بين المشاركين. كما شهد الملتقى تنظيم 5 حلقات نقاش علمية استعرض خلالها الباحثون أوراقاً بحثية مدعومة من المرصد العربي للترجمة، تناولت موضوعات مبتكرة تُسهم في تطوير قطاع الترجمة وتعزيز دوره في نقل المعرفة بين الثقافات.
وتوزعت الجلسات الحوارية للملتقى على ثلاثة أيام تناولت موضوعات متنوعة ومتكاملة؛ إذ ناقشت جلسات اليوم الأول محاور: هندسة الثقة والاعتماد المهني في الترجمة، وتأهيل المترجمين لمواجهة الأزمات الميدانية، ودور الترجمة الطبية كجسر تواصل إنساني في المنشآت الصحية، وما بين إكسبو والمونديال: آفاق صناعة الترجمة الرياضية والسياحية، إضافة إلى جلسة الترجمة الفورية في المؤتمرات: البنية التشغيلية ومنظومة التقنيات.
أما اليوم الثاني، فشهد جلسات تناولت موضوعات التوطين واقتصاد المعرفة: الأثر والتحولات، والتحول التقني في صناعة الترجمة نحو ممارسات ذكية ومستدامة، والترجمة بين الإنسان والآلة: معضلة المعنى في عصر الذكاء الاصطناعي، وأكاديميا الترجمة: من القاعات الجامعية إلى ميادين المهنة، إلى جانب جلسة جيل الترجمة الواعد: بين كفاية التأهيل وكفاءة الممارسة.
كما خُصص اليوم الثالث لعدد من الجلسات التي سلطت الضوء على التبادل الثقافي والابتكار في الترجمة، من أبرزها “التحولات الثقافية في الترجمة: قراءة في التجربة السعودية الصينية”، و”فنون التراجم الأدبية: أحاسيس اللغة ولغة الأحاسيس”، و”الضحك بلغة أخرى: ترجمة الكوميديا بين الثقافات”، و”مستقبل الاستثمار في الخدمات اللغوية: ريادة الأعمال وملامح التغيير”.
قال معالي الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز الواصل إن ملتقى الترجمة الدولي 2025 يجسد أحد ملامح التفاعل الثقافي الذي تنشده رؤية السعودية 2030، موضحًا أن الترجمة أصبحت اليوم جزءًا من البنية التحتية للمعرفة، وصناعةً ترفد الاقتصاد الوطني وتثري الذائقة الإنسانية، وتعزز من حضور المملكة الدولي.
ويأتي تنظيم ملتقى الترجمة الدولي 2025 ضمن جهود هيئة الأدب والنشر والترجمة لتعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للترجمة والتواصل الثقافي، وتطوير قطاع الترجمة ليكون رافداً أساسياً لدعم الاقتصاد المعرفي، وترسيخ حضور المملكة في صناعة الترجمة العالمية.

اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.





