المحليات

” الوجبات السريعة والملح والتدخين والكولا ” .. كيف تزيد فرص الإصابة بهشاشة العظام ؟ الإجابة يبلورها الطبيب ضياء 

في الوقت الذي تحتفل فيه الأوساط الصحية حول العالم في العشرين من أكتوبر من كل عام بـ”اليوم العالمي لهشاشة العظام”، كشف طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، أن الوجبات السريعة تحتوي على نسبة عالية من السكر والملح والدهون المشبعة والكربوهيدرات المكررة ، مبينا أنه بالرغم من حاجتنا للبروتينات في نظامنا الغذائي لفوائدها العظيمة، إلا أن الإفراط في تناول البروتينات قد يأتي بنتائج عكسية، حيث يؤدي تناول البروتين الزائد إلى استنزاف الكالسيوم وبالتالي إلى ضعف العظام .

ولفت إلى أن دراسة نشرتها مجلة التغذية الأمريكية بأن تناول 95 غ بروتين يومياً يؤدي إلى فقدان 58 ملغ كالسيوم عن طريق البول ، لذلك ينصح باستهلاك الكميات اللازمة من البروتين لتحقيق التوازن وذلك بتناول 1 جم من اللحم لكل كيلو جرام من وزن جسم الجسم المثالي، والحرص على تناول الخضراوات الورقية، الموجودة في طبق السلطة الخضراء ، كما تبين أن تناول 1 غ من الملح قد يؤدي إلى فقدان 20-40 ملغ كالسيوم ، فوفقا لتوصيات الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) هي أن لا يتجاوز استهلاك الملح عن 2.3 غرام يوميًا لتجنب الاعراض الجانبية ، فمثلا ساندويتش البرغر يفقد 22 ملغ كالسيوم مع البول ، فالبرنامج الغذائي المحتوي على كمية قليلة من الملح والبروتين يحتاج الشخص الى 450 ملغ كالسيوم ، بينما تناول كمية عالية منهما يحتاج الشخص الى 2000 ملغ كالسيوم باليوم ، كما أظهرت دراسة المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن الكولا تسبب هشاشة العظام بسبب محتوى السكر المرتفع والفوسفات الموجود في الكولا إذ وجدت دراسة، نُشرت في مجلة “Nutrients”، أن تناول الصودا يوميا يزيد من خطر الكسور بمعدل الضعف ، كما وجدت إحدى الدراسات معدل أعلى من كسور العظام بين المراهقين الذين تناولوا المشروبات الغازية مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوها ، أما عن دور التدخين فقد نشرت مجلة Front. Endocrinol عام 2025 دراسة عن الارتباطات بين التدخين وهشاشة العظام والوفيات الناجمة عن جميع الأسباب ، وشملت هذه الدراسة عينة مكونة من 19400 فردًا تتراوح أعمارهم بين 20 عامًا وأكثر ، وقد كشفت الدراسة أن المشاركون الذين لديهم تاريخ تدخين وهشاشة عظام زيادة في خطر الوفاة لجميع الأسباب بنسبة 146%.

ودعا د.ضياء الرجال والنساء بإجراء فحص كثافة العظام لرصد أي إصابة بهشاشة العظام -لا قدر الله- إذ إنه ينصح بإجراء فحص “هشاشة العظام” بعد استشارة الطبيب؛ لمعرفة ما إذا كان من الضروري إجراء الفحص أم لا، ولكن بشكل عام ينصح بإجراء فحص كثافة العظام لجميع النساء من عمر 65 عامًا وأكثر، وفي حال وجود واحد أو أكثر من عوامل الخطورة، ولا بد من عمل كثافة العظام بعد سن 50 عامًا إذا كسر أحد عظامها ، بينما ينصح للرجال بين عمر 50- 70 عامًا، في حال وجود واحد أو أكثر من عوامل الخطورة وفي سن 70 عامًا أو أكثر، حتى دون وجود عوامل خطورة وأيضًا الرجال الذين تعرضوا في السابق لكسور عظمية أو نقص في الطول بشكل ملحوظ أو تناولوا الكورتيزون أكثر من شهرين.

وقال إن ترقق العظام ويسمى أيضا “هشاشة العظام” هو داء يصيب العظم ويؤدي إلى إضعافه وجعله هشا وأكثر عرضة للكسر ، ويصيب الرجال والنساء ويؤدي إلى إصابة الشخص بكسور في الرسغ والورك وفقرات العمود الفقري وأماكن أخرى، وترقق العظام هو مرض صامت، إذ عادة لا يدري به المريض إلا بعد تعرضه لكسر يؤدي إلى مضاعفات قد تكون طويلة الأمد.

وأوضح أن منظمة الصحة العالمية تصنف هشاشة العظام بين أكثر من 10 أمراض انتشارًا في العالم، معتبرة هشاشة العظام من الأمراض الخطيرة الصامتة التي تصيب 30% من النساء بعد سن 50 عاماً و 10% من الرجال بعد سن 50 عاماً، ويؤدي إلى تدهور في كثافة وقوة العظام ما يؤدي إلى الكسور ، كما كشفت وزارة الصحة في وقت سابق أن نسبة الإصابة بهشاشة العظام في السعودية تصل إلى 40%، أكثرهم من النساء؛ بسبب النقص في الكتلة العظمية نتيجةً للحمل والإرضاع، كما أن نسب الإصابة بين السعوديات تزيد لأسباب تتعلق بالهرمونات الأنثوية وسن اليأس.

وتابع “ضياء” أن الأبحاث العلمية تؤكد أن نسبة تكسر العظام بسبب الهشاشة لدى النساء تبلغ نحو 80% بالمقارنة مع نسب الإصابة بالكسور لدى الرجال، كما أن نحو 13% من عدد الرجال الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاماً سيصابون ببعض الكسور المرتبطة بمرض هشاشة العظام خلال حياتهم، نتيجة للضعف الذي يقع على العظام خلال فترة الشباب والمراهقة، إذ إن نحو 50% من تكوينها يتم خلال مرحلة الشباب، وكل هذه الأرقام تدعو إلى توخي الحذر بالعوامل المسببة للهشاشة ، فالوقاية من هشاشة العظام تبدأ من مرحلة الطفولة، وتمتد إلى كل مراحل العمر من خلال بناء عظام قوية.

ويوجه د.ضياء 4 نصائح مهمة للمصابين بالهشاشة تتمثل في ممارسة التمارين الرياضية، وخفض الوزن لتقليل البدانة، والحصول على ساعات كافيه من النوم الصحي وجودته وتجنب التعرض للتوتر والقلق ، فممارسة التمارين الرياضية تقلل الآلام التي تسببها هشاشة العظام كما تساعد على تقوية العضلات حول المفاصل، وهذا من شأنه أن يساعد على تجنب المضاعفات غير الضرورية ، بينما خفض الوزن يساعد على تقليل الضغط على المفاصل، وبالتالي التحكم في الألم، والحد من خطر حدوث مضاعفات أخرى مثل متلازمة التمثيل الغذائي وأمراض القلب والأوعية الدموية ، فيما تمهد مشاكل واضطرابات النوم في زيادة الألم الناتج عن هشاشة العظام وانخفاض مستوى جودة الحياة، بينما يزيد القلق والتوتر من مشاكل هشاشة العظام عند المصابين، إذ كشف بحث علمي أن المصابين بهشاشة العظام الذين يعيشون في حالة قلق وتوتر دائمين أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات صحية سيئة، مثل التدخين أو سوء التغذية، وبين البحث أنه يمكن اعتبار التأثيرات السلبية لهرمونات الإجهاد على وضع العظام هو بمثابة مؤثر يؤدي إلى زيادة خطر الكسور.

وشدد د.ضياء في ختام حديثه على ضرورة رفع وعي المجتمع عن عوامل الخطورة للإصابة بهشاشة العظام، وكذلك رفع وعي المجتمع عن التشيخ الصحي النشط ونمط الحياة الصحي ، للوقاية من هشاشة العظام والكسور الناجمة عنها، والتأكيد على أهمية الكشف المبكر عن هشاشة العظام، مشيرًا إلى أن من العوامل التي تمهد لهشاشة العظام هي التاريخ العائلي، التقدم في العمر، وزيادة الوزن، ونقص الكالسيوم، وتناول الكورتيزون، والتدخين، والنشاط الزائد للغدة الدرقية، وأمراض الكبد، ونقص فيتامين D، تناول الكافيين والمشروبات الغازية المفرط، غياب النشاط الرياضي.


اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com