وانطفأ القلم.. لكن لم يخفت نوره

في هذا اليوم الذي نحتفي فيه بالمعلم ٥ اكتوبر، يقف قلمي خاشعًا أمام معلمٍ لم يكن يدرّس الحروف فحسب، بل كان يعلّمنا كيف نسكنها روحًا وضميرًا.
إنه شخص بمثابة جدي وقدوتي، الأستاذ علي محمد الرابغي – ذاك الاسم الذي لا يُذكر إلا مقرونًا بالصدق، والاتزان، والنبل المهني الذي قلّ أن يتكرر.
علّمني أن الكلمة مسؤولية، وأن الصحافة ليست سعيًا وراء العناوين، بل رحلة في عمق الحقيقة والإنسان.
كان صوته هادئًا كنسيم البحر، لكن كلماته كانت موجًا يُحرّك فينا الشغف، ويدفعنا لأن نكتب من القلب لا من الهوامش.
وحين رحل، لم يرحل أثره؛ فما زالت مبادئه تضيء لنا الطريق، وكأن نوره باقٍ في كل نص نكتبه، وفي كل معنى نبحث عنه بصدق كما علّمنا.
ترك فينا حب الكلمة، واحترام المهنة، والإيمان بأن الصحافة ضميرٌ حيّ لا يموت.
وفي يوم المعلّم، نقف بقلوب يغمرها الوفاء، نستذكر من علّمنا بحياته قبل كلماته، وبقلبه قبل قلمه.
رحمك الله يا معلمي وقدوتي، انتهت رحلتك مع القلم والحياة، وما زلت في قلوبنا أثرًا لا يزول، وصوتًا لا يخفت، وذكرى باقية ما بقيت الحروف.
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.