شاولي : “خلايا النحل” طفح جلدي ويحمل أسرار جهاز المناعة

أكد طبيب الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي ، أن مرض “خلايا النحل” أو ما يعرف طبياً بـ ( الشرى أو الأرتيكاريا أو الطفح التحسسي ) ، يعتبر من الحالات الجلدية الشائعة التي قد يشكو منها الكثير من الأشخاص في مراحل مختلفة من حياتهم، سواء كانوا أطفالاً أو كباراً ، مبينا أن مسمى “خلايا النحل” جاء نتيجة التشابه الكبير بين البقع الجلدية التي تظهر على المصاب ولسعات النحل من حيث الاحمرار والانتفاخ والشعور بالحكة.
وأوضح أن مرض خلايا النحل يتمثل في ظهور طفح جلدي أحمر اللون متورم، قد يكون بحجم صغير أو يغطي مساحات واسعة من الجسم ، وتعد الحكة الشديدة أبرز عرض يرافق الحالة، وقد يزداد الأمر سوءاً في الليل أو عند التعرض للحرارة ،
وخلايا النحل ليست مرضاً واحداً له سبب محدد، بل هي رد فعل تحسسي أو مناعي قد ينجم عن تناول بعض الأطعمة مثل المكسرات، البيض، أو المأكولات البحرية ، وبعض الأدوية كالأسبرين والمضادات الحيوية ، ولدغات الحشرات ولسعات النحل ، والالتهابات الفيروسية أو البكتيرية ، والتوتر النفسي والإجهاد ، وأحياناً قد لا يُعرف السبب بدقة وهذا يسمى بـ “الشرى مجهول السبب”.
وعن الفئات العمرية المعرضة للإصابة يواصل د.شاولي :
المرض قد يصيب مختلف الأعمار، بدءاً من الأطفال وصولاً إلى كبار السن، لكنه غالباً ما يظهر بشكل مؤقت ويزول خلال أيام أو أسابيع ، إلا أن بعض الحالات قد تتحول إلى شرى مزمن يستمر لأشهر أو سنوات، وهو ما يستدعي متابعة طبية دقيقة.
وحول كيفية التعامل مع الحالة أجاب د.شاولي:
عند ظهور الأعراض – لا قدر الله – يجب عدم الخوف والقلق ، حيث إن معظم الحالات تكون بسيطة وتستجيب سريعاً للعلاج ، وهنا بعض النصائح المهمة وهي : تجنب الحك الشديد حتى لا يحدث التهاب أو تهيج إضافي ، استخدام كمادات باردة للتخفيف من الحكة ، الابتعاد عن مسببات التحسس المعروفة لدى المريض ، مراجعة الطبيب فوراً إذا صاحب الحالة ضيق في التنفس أو تورم في الشفتين أو العينين، حيث قد يدل ذلك على تفاعل تحسسي خطير (الوذمة الوعائية).
وعن طرق الوقاية والعلاج يضيف د.شاولي:
يعتمد العلاج على مضادات الهيستامين التي تقلل من الحكة والاحمرار، وقد يصف الطبيب أدوية إضافية في الحالات المزمنة أو الشديدة ، كما ينصح المرضى بتسجيل الأطعمة أو الأدوية أو الظروف التي سبقت ظهور الأعراض لمعرفة المحفزات وتجنبها.
أما في جانب الوقاية فيجب اتباع نظام غذائي متوازن وخالي من مسببات الحساسية قدر الإمكان ، الحفاظ على ترطيب الجسم وشرب الماء بشكل منتظم وكافي ، تجنب التوتر النفسي عبر ممارسة الرياضة أو الاسترخاء ، وعدم الإفراط في استخدام الأدوية دون استشارة طبية.
ويختتم د.شاولي حديثه قائلا:
إن مرض خلايا النحل في أغلب حالاته ليس خطيراً، لكنه مؤشر على استجابة مناعية يجب أخذها بعين الاعتبار ، فالتشخيص المبكر، والالتزام بالعلاج، والوعي بالمحفزات، هي مفاتيح السيطرة على المرض والعيش بصحة وراحة.
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.