العفالق: في أتلاد نعيش الماضي والحاضر في آن واحد
في حديث واسع تحدثت الأستاذة/ لطيفة العفالق، رئيسة جمعية (فتاة الأحساء) عن فعالية “أتلاد” التي تستمر هذه الأيام بفعاليتها، والتي استقطبت كل شرائح المجتمع بالأحساء وغيرها من مناطق داخل وخارج المملكة.
في البداية تحدثت عن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر آل سعود، مثمنة هذه الرعاية ومشيدة بما تلقاه الجمعية بكافة برامجها من دعم من لدن سموه.
و أوضحت أن مسمى “أتلاد” هو يعود لمفردة “تليد” والتي تعبر عن الزمن القديم والماضي، وجاء الاسم ليعكس الأنشطة الحرفية التي تقام ضمن الفعالية، والتي تهدف إلى استثمار وتنمية الموارد الحرفية والتراثية العريقة في محافظة الأحساء. وأضافت أن هذه الفعالية بمسماها ومناطقها، تأتي في إطار الاحتفاء بعام 2025 وهو عام الحرف الذي أقرّه مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ليكون «عام الحرف اليدوية»؛ للاحتفاء بقيمتها الفريدة في الثقافة السعودية منذ سنواتٍ طويلةٍ، وإبراز ما يميّزها من صناعةٍ إبداعية، ومشغولاتٍ يدوية نوعيةً، وإبداعات الحِرفيين السعوديين لدى المجتمع الدولي، وهذا ماجعل جمعية فتاة الأحساء تُسهم في إبراز الهوية الوطنية، وإثراءً واحتفاءً بالقيمة الثقافية الفريدة التي تُمثّلها الحِرف اليدوية ومكانتها في تعزيز الاقتصاد الوطني وتمكين الحرفيين وزيادة فرص العمل للممارسين والمهتمين. وهذا الهدف يعد ركيزة إستراتيجية ضمن مهام الجمعية، لا سيما وأن تنمية القدرات والمواهب الوطنية هو جُل اهتمامها.
وأشارت الأستاذة/ لطيفة العفالق إلى أن فعالية “أتلاد” تم تقسيمها إلى عدة مناطق وأركان متنوعة، تشمل منطقة الابتكار، ومنطقة المنتجات، ومنطقة الإبداع، ومنطقة المسرح، ومنطقة التجارب، بالإضافة إلى منطقة المبادرات المجتمعية وورش العمل. وأوضحت أن الهدف من هذا التنوع هو توفير بيئة تفاعلية ومحفزة تساهم في تبادل الخبرات والمعرفة بين مختلف القطاعات والشرائح الاجتماعية. كما أكدت أن الفعالية تسعى إلى تعزيز الشغف لدى الكبار والصغار لممارسة هذه الحرف والأعمال بطريقة مباشرة وفي تخصصاتها المختلفة، انطلاقًا من أهميتها وإيمانًا بدورها وتأثيرها الإيجابي على مستوى الفرد والمجتمع.
وفيما يتعلق باهتمام الفعالية بتقديم تغذية راجعة للأجيال، وخاصة طلاب وطالبات المدارس، أشارت الأستاذة لطيفة العفالق إلى أنه تم تخصيص الفترة الصباحية لزيارات المدارس من جميع المراحل التعليمية. خلال هذه الزيارات، يتم تقديم مجموعة من ورش العمل والتجارب المتنوعة، مثل ركن الرسم على الوجه، وركن الرسم الحر والتلوين، وركن التصوير والطباعة الفورية بخلفيات مستوحاة من البيئة. كما يُتاح للطلاب فرصة مشاهدة عمليات صناعة الفخار والغزل والخوص والسعف في قسم التجارب. بالإضافة إلى ذلك، يقدم المسرح مجموعة من الأنشطة المسرحية التفاعلية التي تحظى بمشاركة كبيرة من الطلاب.
وعن مدى الإقبال على الفعالية بينت أن الزيارات للفعالية كثيفة، خاصة خلال نهاية الأسبوع، وأشارت إلى أن الفعالية جذبت العديد من الشباب والشابات الذين دفعهم حب الاستطلاع للتعرف على الأنشطة المختلفة، وقد استرعى انتباههم مشهد الحرفيين المهرة، من الرجال والنساء، وهم يعملون على تشكيل الفخار والمشغولات التراثية، مما يثير الدهشة والإعجاب فهؤلاء الحرفيون يعرضون أمام الزوار تاريخًا عريقًا وأصالة تعكس أسلوب الحياة القديمة. ورغم اندثار بعض هذه الحرف التقليدية، إلا أن هناك من الحرفيين من لا يزال يحافظ عليها، حيث تنتقل هذه المهن من جيل إلى جيل، لتشكل مصدر رزق وإبداع فني. وهي تمثل الهوية الوطنية كونها من أهم الروافد التراثية المستوحاة من واقع البيئة السعودية.
اختتمت الأستاذة/ العفالق حديثها بتوجيه الشكر لجميع الجهات التي أسهمت في تنفيذ فعالية “أتلاد” على تعاونها مع الجمعية. وأكدت أن جمعية فتاة الأحساء ستستمر في دعم ورعاية رواد ورائدات الأعمال والعاملين في مجال الحرف اليدوية، بهدف تمكينهم لتحقيق توجهات رؤية المملكة 2030.