المحليات

أثنوا على مسيرته ودعوا إلى توثيق عطائه في نصف قرن.. أدباء ومثقفون: “أدبي جدة” علامة فارقة.. وملتقاه “قراءة النص” أيقونة في سماء الثقافة

أجمع عدد من الأدباء والمثقفين على أن مسيرة النادي الأدبي الثقافي بجدة، من تأسيسه قبل نصف قرن من الزمان جديرة بالحفاوة والتقدير، وتتطلب جهدًا مضاعفًا من أجل توثيقها، والإحاطة الشاملة بما تم فيها من أنشطة وفعالية، وإصدارات أثرت الساحة الأدبية والفكرية، وأحدثت حراكًا مميزًا في الساحة الثقافية.. مرتئين أن احتفالية النادي بيوبيله الذهبي فرصة سانحة لذلك، بخاصة وأنها تتزامن مع الدورة الـ(20) لملتقى النص، الذي يرونه من السمات الأكثر بروزًا في مسيرة النادي، منظورًا ذلك في الموضوعات التي أثارها، في دوراته السابقة، ليتوج ذلك باستجلاء “الخطاب الأدبي والنقدي في نادي جدة الأدبي قراءات ومراجعات في منجز المرحلة”، في دورة هذا العام، قرينة بتكريم الأديب الدكتور عبدالله المعطاني؛ الذي اعتبره المشاركون في هذا الاستطلاع رمز يستحق الحفاوة والتكريم.. جملة هذه الآراء في سياق هذا الاستطلاع..

يبتدر الحديث الدكتور عبدالله الحيدري؛ رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض سابقًا، بالتأكيد على حقيقة أن نادي جدة الأدبي الثقافي هو أول الأندية الأدبية الستة الأولى نشأة، إذ صدرت الموافقة على إنشائه في أواخر شهر صفر من عام 1395هـ..
ماضيًا من ثم إلى القول: منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم وأدبي جدة يشهد حراكًا وعملاً لا يتوقف في كل المجالات، سواء في عقد المحاضرات أو الندوات أو الملتقيات، أو إصدار الكتب والمجلات، أو إنشاء اللجان خارج مدينة جدة، وكل هذا الحراك على مدى نصف قرن منجز كبير يستحق التوثيق ليس من القائمين على النادي وحدهم، وإنما بمشاركة كل الراصدين لهذا العمل الدؤوب من الأدباء والمثقفين الذين أسهموا في حراكه ونشاطه واستفادوا كذلك من عطائه ومنجزاته، ومن هنا جاءت فكرة ملتقى قراءة النص العشرين (20) الذي خُصص لرصد منجزات النادي في نصف قرن، وهي فكرة رائعة وفق فيها القائمون على النادي؛ لإنصاف كل المجالس السابقة التي عملت في النادي منذ عام 1395هـ وحتى اليوم، ولتوثيق هذا العمل الكبير وهذا المنجز اللافت، فشكرًا لإدارة النادي على هذا العمل، وأهنئ مجلس إدارة النادي الحالية، وعلى رأسهم الزميل رئيس المجلس الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي، وزميلاه في المجلس: د.عبدالرحمن السلمي، والأستاذ عبدالعزيز قزّان، وأسألهم الله لهم العون والتوفيق.

علامة ثقافية بارزة

ومن ذات المغزل المادح لأدبي جدة ونشاطه، ينسج الدكتور سعود الصاعدي ثوب وشيًا من الكلمات المقرظة للنادي بقوله: ظل النادي الأدبي بجدة منارة للثقافة والمعرفة مدة خمسين عاما، ويعتبر هذا النادي العريق علامة فارقة في صناعة الخطاب النقدي الجديد وفي تطور هذا الخطاب وتحولاته؛ مما يجعله من أكثر الأندية تميّزًا، إذ يصح وصفه بالعلامة الثقافية البارزة في رصد المسيرة الأدبية والنقدية في المملكة العربية السعودية.
وختم الصاعدي حديثه مشيدًا بتشريف أمير منطقة مكة المكرمة لليوبيل الذهبي، وتكريم المعطاني في دورة هذا العام، قائلاً: يأتي تشريف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لاحتفال النادي بيوبيله الذهبي تتويجا لهذه المسيرة والسيرة الثقافية التي امتدت طيلة هذه السنوات الحافلة بالعطاء.. وقد جاء تكريم الأديب الأستاذ الدكتور عبدالله المعطاني واختياره لذلك منسجمًا مع هذا التتويج الثقافي والأدبي باعتباره أحد أهم الرموز الثقافية في بلادنا ممن أثروا المشهد الأدبي والنقدي.

رحلة ثرّة

ويشارك الأديب إبراهيم بن عبدالرحمن التركي، بقوله: لن يجيءَ النادي الأدبيُّ الثقافيُّ بجدة اسمًا عابرًا، ولن تمرَّ “الخمسون” رقمًا مجردًا؛ فللنادي وسمُه، ولتأريخِه رسمُه، وللحركة الثقافية موقعُها منه كما للمثقفين إيقاعُهم فيه.
وجاز الاستفهامُ هنا: لماذا استقرت صورته؟ ولماذا استمرّت سمعتُه؟ وكيف صار علامةً مميزةً للفعل الثقافي المؤثِّر من لدن إنشائه حتى يوم احتفاله؟ والإجابة تفتح رحلةً ثريةً قادها رموزُ المرحلة السابقة، وفرسانُ الوقت الحاضر؛ فقد تحرك النادي وقت الركود، وصمد أمام الحشود، ولم يرتض القعود أو الجمود، وناله شيءٌ من التصنيف فهادن أعوامًا دون أن يهدأ، وسالم من غير أن يستسلم، وصالح الحداثة والتراث، وجمع الفصيح والمترجم، والقصة والقصيدة، وصارت مناسباتُه موعدًا، وإصداراته موردًا، وقاصدوه مزيجًا من الأعمار، ونتاجه ثراءً في الأعمال، وهيّأ للشداة كما للرعاة مكانًا فخمًا وإمكاناتٍ متفوقة.. ولمبناه حكاية، ولمطبوعاته روايات، ولمحاضراته حضور يشبه الضجيج، ولمناظراته مسرحياتٌ لن يتجاوزها تأريخُ المملكة الثقافيّ.
ويتابع التركي: اقتربتُ من النادي قبل أن أزورَه، وسعدت به بعدما زرتُه، وعرفتُ بعضَ من أثْروه في مرحلة التأسيس، ومن أعلَوه عند المَأْسَسة، ومن بقُوا علائم في مناراته المضيئة فلم يُنزلوا راياتهم، ونأمُلُ ألّا يفعلوا. وسأبقى ممتنًا لأستاذي وصديقي الدكتور عبدالله الغذّامي الذي عرّفني بهذا النادي حين التقيتُ برئيسه الاستثنائي الأستاذ القدير عبدالفتاح أبومدين عند زياراته للرياض.

أيقونة في سماء الثقافة

ويصف الدكتور نايف بن مهيلب الشمري، رئيس النادي الأدبي في منطقة حائل، ملتقى النص بأنه “أيقونة في سماء الثقافة”، مستهلًا بالقول: يتربع نادي جدة الأدبي الثقافي على خمسين ربيعاً من الإرث الأدبي والثقافي، تعاقبت على إدارته نخبة من الأدباء والمفكرين والداعمين من رجال الأعمال.. الذين أسهموا في بناء هذه القلعة ، وتشييد أروقة العلم ، ومنصات المعرفة في نواحيها . حتى وصل هذا النادي إلى مرحلة الشموخ والتتويج باهتمام من اعضاء مجلس الإدارة الحالية المسكونة بالهم والمدفوعة بالهمة للارتقاء بالمشهد الأدبي والثقافي في محافظة جدة.. وتبني الثقافة المتعدية إلى مناطق ومحافظات أخرى.. تحية لفريق العمل النابض بكل جديد وأصيل.
ويمضي الشمري في حديثه مضيفًا: ويأتي ملتقى النص (20) بعد النجاحات المتوالية والنوعية في هذا المضمار، حتى بات هذا الملتقى أيقونة في سماء الثقافة، وموسما عكاظيًّا في هندسة الحرف، بل ومنصة للبيان وأهله. كل ذلك يأتي برعاية من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل – حفظه الله -؛ أمير منطقة مكة المكرمة، وسيّد المنطق، ومُلهِم المبدعين.
ويذيّل الشمري مداخلته بالثناء على خطوة تكريم المعطاني في سياق قوله: لقد أحسنت إدارة النادي في اصطفاء الشخصية المكرمة لهذا العام أ. د.عبدالله المعطاني الهذلي، رجل التعليم والأدب، ورجل الدولة والشورى، تكريم مستحق، وكفاءة وطنية في جبين الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com