المحليات

الطبيب قانديه : ارتفاع الاستجابة للمشورة الوراثية إلى 85٪؜ مؤشر إيجابي للوعي الصحي 

أكد استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه ، أن ارتفاع نسبة الاستجابة للمشورة الوراثية في برنامج الفحص الطبي قبل الزواج من 15٪ إلى 85٪ وفق ما أعلنته وزارة الصحة يعتبر مؤشرًا إيجابيًا يعكس ارتفاع مستوى الوعي الصحي والاجتماعي في المجتمع، ويجسد إدراك الشباب المقبلين على الزواج لأهمية هذا الفحص ودوره في بناء أسر سليمة خالية من الأمراض الوراثية والمعدية.

وقال د.قانديه إن برنامج فحص ما قبل الزواج يمثل ركيزة أساسية في منظومة الصحة الوقائية، إذ يهدف إلى التقليل من مخاطر انتقال الأمراض الوراثية إلى الأبناء، من خلال الكشف المبكر عن أي مشكلات صحية أو جينية قد تشكل خطرًا على سلامة الأسرة مستقبلاً ، كما يساعد البرنامج على توجيه الأزواج لاتخاذ قرارات واعية ومسؤولة فيما يتعلق بالزواج والإنجاب، بما يسهم في الحد من الأعباء الصحية والاقتصادية التي قد تترتب على علاج الأمراض الوراثية المزمنة.

وأضاف أن الأمراض الوراثية هي أمراض تنتج عن خلل في المادة الوراثية التي يحملها الإنسان في خلاياه، سواء بسبب تغير أو طفرة في الجينات، أو خلل في الكروموسومات التي تحتوي على هذه الجينات ، إذ تُورث هذه الأمراض من الآباء إلى الأبناء، وقد تظهر مباشرة عند الولادة أو لاحقًا في مراحل الحياة المختلفة، بحسب نوع المرض وطبيعة الخلل الوراثي ، فالأمراض الناتجة عن خلل في جين واحد غالبًا ما تُورّث وفق أنماط معروفة مثل الوراثة السائدة أو المتنحية مثل فقر الدم المنجلي ، الثلاسيميا ، التليف الكيسي ، مرض تاي ساكس ، الهيموفيليا (نزف الدم الوراثي) ، بينما الأمراض الناتجة عن خلل في الكروموسومات فتحدث نتيجة زيادة أو نقص أو تركيب غير طبيعي في الكروموسومات، وهي التي تحمل الجينات داخل الخلية مثل متلازمة داون (وجود كروموسوم إضافي رقم 21) ، ومتلازمة تيرنر (نقص أحد كروموسومات الجنس لدى الإناث) ، ومتلازمة كلاينفلتر (زيادة كروموسوم X عند الذكور) ، فالخلاصة هنا أن الفحوص الوراثية وخاصة الفحص الطبي قبل الزواج، تساعد في اكتشاف حاملي الجينات المسببة للأمراض قبل إنجاب أطفال مصابين ، وأيضا الوقاية من انتشار الأمراض الوراثية في المجتمع ، وتقديم المشورة الوراثية للزوجين حول الخيارات الآمنة للإنجاب.

وفيما يتعلق بالنصائح الموجهة للعروسين لتفادي الأمراض الوراثية، شدد الدكتور قانديه على أهمية إجراء الفحص الطبي قبل إتمام عقد الزواج بوقت، لإتاحة فرصة كافية للحصول على النتائج ومناقشتها مع المختصين ، والالتزام بالمشورة الوراثية التي يقدمها الأطباء المختصون، وعدم تجاهل نتائج الفحص أو التقليل من أهميتها ، والابتعاد عن الزواج في حال وجود توافق وراثي سلبي، لما لذلك من تأثير مباشر في احتمالية إنجاب أطفال مصابين بأمراض وراثية ، ونشر الوعي بين الأقارب والأصدقاء حول أهمية الفحص، خاصة في حالات الزواج بين الأقارب حيث ترتفع نسب الإصابة بالأمراض الوراثية.

واختتم د.قانديه تصريحه مؤكدًا أن الوعي الصحي هو خط الدفاع الأول عن الأسرة والمجتمع، وأن الفحص الطبي قبل الزواج لم يعد إجراءً شكليًا، بل هو خطوة إنسانية وعلمية تحفظ سلامة الأجيال القادمة، كما يعكس رؤية الدولة نحو مجتمع يتمتع بالصحة والاستدامة، حيث يشكل الإنسان السليم الركيزة الأساسية لبناء وطن صحي ومزدهر.


اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com