محمد آل عمر -
وقع مختصون أن ينتج جبل ثربان التابعة لمحافظة المجاردة في منطقة عسير أكثر من 40 طنًا من القهوة السعودية بحلول 2026 – 2027، خصوصا مع التوجه نحو التوسع في زراعة البن، حيث يمكن لجبال ثربان أن تستوعب نحو مليون شتلة بن.
وتُعد جبال مركز ثربان وأحد ثربان من أكبر المساحات وأكثرها اتساعا لزراعة البن. وقد بدأ الأهالي في الاستفادة منها بإعادة استصلاح المزارع في قمم وسفوح تلك الجبال، وزراعة البن والمحاصيل الأخرى، مستفيدين مما تقدمه هيئة تطوير منطقة عسير، ووزارة الزراعة والبيئة، وجمعية البن بمنطقة عسير من دعم، يتمثل في تمهيد الطرق الجبلية، وتوفير القروض المالية والشتلات الزراعية.
اكتفاء ذاتي
يجمع الدكتور حمدان زهير الشهري، وصالح بن ناصر الشهري، وعبدالله معيض الشهري على أن جبال ثربان كانت مصدرا غذائيا مهما يزرعها الأهالي بالمحاصيل الزراعية التي تساعدهم على العيش، ومنها الذرة والدخن.
ومع الرؤية التي ركزت على الاكتفاء الذاتي زراعيا، عاد الأهالي إلى تلك المزارع، ولكن هذه المرة بأشجار تناسب طبيعة المنطقة، فزرعوا أشجار البن.
مستقبل القهوة
تعتقد الدكتورة نورة آل عايض أن عسير أرض البن ومستقبل صناعة القهوة السعودية، وتقول: «تعد عسير أحد أهم المناطق الزراعية في المملكة، وهي تشهد طفرة كبيرة في زراعة البن العربي (الأربيكا) وإنتاج القهوة المحلية، وذلك بتعاون وثيق بين الجهات الحكومية والجمعيات الزراعية، وعلى رأسها جمعية البن بمنطقة عسير، التي تقود جهود تطوير القطاع الزراعي، وتمكين المزارعين، وتعزيز الاستدامة الزراعية».
وتضيف: «تشهد زراعة البن في عسير نموا غير مسبوق بفضل الاستثمارات المستمرة والخطط الإستراتيجية، حيث ارتفع عدد المحافظات المنتجة للبن من 9 محافظات في 2023 إلى 13 محافظة في 2024، وارتفع عدد المزارع من 212 مزرعة في 2022 إلى 1.400 مزرعة في 2025، وزاد عدد أشجار البن المزروعة من 143.295 شجرة في 2023 إلى 350.000 شجرة في 2024، بنسبة تجاوزت 144%».
وتابعت د. نورة: «الهدف المستقبلي هو الوصول إلى 20.000 هكتار من المساحات المزروعة بحلول 2027، مما يجعل عسير مركزا رئيسا لإنتاج البن في المملكة بفضل موقعها الجغرافي وتنوع مناخها الجبلي».
موقع إستراتيجي
تطلق آل عايض على جبل ثربان تسمية «العملاق الأخضر للقهوة السعودية»، وقالت: «إنه أحد أهم المواقع الإستراتيجية لإنتاج البن في المملكة، حيث يمتد على مساحة 15 × 10 كيلومترات، ويضم 72 جبلًا فرعيًا، مما يجعله بيئة مثالية لزراعة البن».
وعن العوامل التي تجعل ثربان مركزًا واعدًا لإنتاج البن، أفادت: «يملك قدرة زراعية ضخمة، حيث يمكن للجبل استيعاب أكثر من مليون شجرة بن. كذلك تنوع مصادر الري، فهو يعتمد على حصادات مياه الأمطار والآبار السطحية، مما يعزز استدامة الإنتاج، وأيضا موقع إستراتيجي، لقربه من طريق مكة – جدة، مما يسهل عمليات النقل والتوزيع للأسواق المحلية والإقليمية. وأخيرا تعاون الأهالي والحماس المجتمعي من أهل المنطقة لتطويره».
وتابعت: «إلى جانب دعم الجهات الرسمية، يبدي أهالي المنطقة حماسًا كبيرًا للمشاركة في تطوير الجبل، وتحويله إلى مركز رئيس لإنتاج البن السعودي، فالأهالي يشاركون في أعمال زراعة الشتلات والعناية بالمزارع، ويسهمون في نشر المعرفة حول أفضل طرق زراعة البن وتقنيات الري الحديثة، ويسعى كثير من ملاك الأراضي إلى استغلال المساحات الزراعية لزراعة البن».
أدوار للجمعية
شددت آل عايض على أنه لـ«جمعية البن بمنطقة عسير دور مهم في تطوير القطاع. فمنذ تأسيسها في أكتوبر 2022، لعبت دورًا محوريًا في تمكين المزارعين وتنمية زراعة البن، وقدمت دعمًا متكاملا، شمل شق الطرق الزراعية لتسهيل وصول المزارعين إلى مزارعهم، وتوفير خزانات مياه لضمان استدامة الري، ووزعت أكثر من 13 ألف شتلة بن، لدعم زيادة الإنتاج المحلي، وأطلقت برامج تدريبية متخصصة لتحسين جودة المحصول وزيادة الإنتاجية، وشجعت إنشاء مشاتل نموذجية في المجاردة لإنتاج الشتلات العالية الجودة».
واستطردت: «مع استمرار التوسع في زراعة البن، يُتوقع أن ينتج جبل ثربان وحده أكثر من 40 طنًا من القهوة السعودية بحلول 2026 – 2027، مع إمكانية تجاوز هذا الرقم، واستمرار خطط التوسع، وتبني أحدث التقنيات الزراعية».
وأكملت آل عايض: «تسعى الجميع إلى الوصول إلى 20 ألف هكتار من المساحات المزروعة بحلول 2027، مع رفع جودة الإنتاج للوصول إلى المنافسة العالمية، واستقطاب مزيد من الاستثمارات في قطاع القهوة».
وواصلت: «نركز على أن تصبح عسير منافسًا رئيسا في صناعة القهوة الفاخرة عالميًا من خلال تبني أساليب الزراعة المستدامة، ودعم الابتكار في سلاسل القيمة، وزيادة الإنتاج وفق أعلى معايير الجودة».
سجلات زراعية
من جهتها، أصدرت وزارة البيئة والمياه والزراعة في عسير أكثر من 40 سجلا زراعيا للمزارعين، ودرست طلبات مقدمة من المزارعين في المنطقة، واعتمدت 8 مزارعين في برنامج التنمية الريفية المستدامة، ورفعت به إلى الوزارة.
13 محافظة في عسير تعد من البيئات المثالية لزراعة البن:
أبها – المركز الإداري واللوجستي للقطاع الزراعي.
خميس مشيط – داعم رئيسي لسلاسل الإمداد والتسويق.
رجال ألمع – تاريخ عريق في زراعة البن.
محايل عسير – توسع متسارع في الإنتاج.
بارق – بيئة خصبة تدعم زيادة المساحات المزروعة.
بلقرن – نمو ملحوظ في زراعة البن.
المجاردة – تحتضن المشاتل النموذجية لإنتاج الشتلات.
النماص – مزارع جبلية تدعم الإنتاج المحلي.
تنومة – تربة غنية ومناخ مثالي لزراعة البن.
سراة عبيدة – من المحافظات الصاعدة في إنتاج البن.
الفرشة – توسع كبير في المساحات المزروعة.
ظهران الجنوب – تضم عددًا متزايدًا من مزارع البن.
بيشة – دعم مستمر لمشاريع زراعة القهوة ضمن خطط التنمية الزراعية
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
