المحليات

مستشار اجتماعي : المقارنة بالآخرين معركة خاسرة .. وهذه الحلول

غيدا موسى - جدة

أكد المستشار الاجتماعي والصحي طلال محمد الناشري ، أن من أبرز الإشكاليات التي أفرزتها السوشيال ميديا هو مقارنة الأفراد الذين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي في جميع مجتمعات العالم بالآخرين ، وهذا ما جعل الثقة تهتز وتضعف لدى الكثيرين منهم ، لكونهم أصبحوا رهينة المقارنة وتقليد الآخرين والسعي لتحقيق الكثير في أقصر وقت ودون أي متاعب أو جهد يبذل لتحقيق الأهداف.

وقال إن من أهم الانعكاسات السلبية التي تنتج عن المقارنة بالآخرين عدم رضا الشخص بنفسه وبما لديه ، وهذا قد يجعله فردًا حاقدا وحاسدا، كما تتولد لديه مشاعر الغيرة واليأس والإحباط والشعور بالنقص وفقدان الهوية الشخصية ، ولا يستبعد أن يشكو مع مرور الأيام من بعض الأعراض الصحية كالضغط العصبي والتوتر الدائم ، وهذا يجسد قلة الثقة بالنفس، وعدم الوصول إلى مرحلة الرضا عن الذات.
وتابع الناشري : يتأثر مفهوم الذات وتقديرها عموماً بحالة المقارنة الاجتماعية التي تحدث عندما نقارن سلوكاتنا واتجاهاتنا وأفعالنا وقدراتنا ومهاراتنا وغيرها مع سلوكات واتجاهات ومهارات الآخرين، وغالباً ما تتم هذه المقارنة مع الأشخاص الذين يحيطون بنا ونتفاعل معهم خلال حياتنا اليومية، كما يمكن أن تحدث مع الأفراد الذين نشاهدهم ونقرأ عنهم في مختلف وسائل الإعلام أو أي فرد يمكن أن يكون هاماً في المجتمع أو نراه فرداً ناجحاً، لكن تبقى المقارنة الأهم وصاحبة التأثير الأكبر في حياتنا هي مقارنة أنفسنا مع من نعتقد أنهم متشابهون معنا.
وخلص الناشري إلى القول : تعد مقارنة الفرد بإنجازات الآخرين معركة خاسرة ، لذا يجب على كل من يقارن نفسه بالآخرين أن يقلل من أوقات استخدام الأجهزة في متابعة منصات التواصل الاجتماعي ، والأفضل تجنب متابعة الحسابات التي تجعله يقارن نفسه بالآخرين، ويجب عليه أن يضع الأهداف الخاصة به فقط من دون أي مقارنة، لا بالأشخاص الأكثر حظاً ولا بالأقل حظاً ، والسعي الدائم إلى العمل الجاد الحقيقي والطبيعي الذي يوصله إلى تحقيق أهدافه ، يجب أن يكون الفرد شاكرًا لله لما لديه وليس لدى الآخرين وأن يستشعر دائمًا أنه في نعمة كبيرة يتمناها الآخرون ، وأيضًا يجب أن يدرك كل فرد أن
أن ما يشاهده على مواقع التواصل الاجتماعي ليس بالضرورة أن يعكس الحقيقة ، ختامًا لابد من التيقن بأن مفتاح السعادة هو رضى الفرد عن نفسه وتوقفه عن مقارنة نفسه بالآخرين، فكل فرد شخصيته وكيانه الخاص المختلف عن الآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com