
في عام من أعوام الحزم، رفع رايته، ووحد هذه الأرض الشاسعة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – بداية حكاية وطن خطت مسيرته دروب المجد.
فمن قلب نجد انطلقت المسيرة. رجال على صهوة العزم، راية خضراء شامخة، وأرض ارتوت بجهود المؤسس وثناة المجد من بعده، أجيال وأجيال من الماضي وللآن، تحيا فيهم طبائع الكرم السخي، والأصالة المتجذرة، والجود اللانهائي، والطموح العالي، والفزعة الحاسمة، والرؤية الواعدة، قيادة وشعبا.
ومع كل خطوة طموحة على دروب المستقبل، ثماني سنوات، تجلت فيها رؤية السعودية 2030 رؤية بنيت على أسس راسخة امتداد لمجد الأجداد، ونسخ متجدد لحكاية الوطن. ففي ربوع البلاد، تنسج الطباع وتحفظ الأوصاف، فتشرق في كل قلب سعودي تلك المعاني السامية التي تقود المسيرة نحو غد واعد.
اليوم، وبعد مرور 95 عامًا على اليوم الوطني السعودي، نتأمل في هذه القصة الملهمة التي لم تكن مجرد إعلان توحيد، بل كانت تأسيسًا لدولة القانون والأنظمة. دولة جعلت من العدل أساس الحكم، ومن حماية الحقوق منهجًا راسخًا في سياساتها الداخلية والخارجية.
يعدّ اليوم الوطني السعودي هو يوم مميّز للسعوديين، حيث يُشكّل الوطن عشقًا خالدًا لكلّ إنسان على مر السنين؛ إذ يستشعر فيه المواطن السعودي كلّ يوم بنعمة الأمن والأمان والاستقرار والرّخاء والشموخ والعزّ، كما تكبر المشاعر الوطنية في وجدان كلّ مواطنٍ ؛ ليعلو صوته بكلّ فخر ويقول بعبارات الفخر أنا سعودي من وطن المجد والاعتزاز، وتُشكّل المملكة للسعوديين وطنًا لا مثيل له على وجه الأرض، تلك الأرض التي تعمر بالمقدسات، كما أنها كانت مهبط الوحي في حقبة فجر الإسلام، وأرض الحضارات والأمجاد الخالدة، التي لا ينساها كل مسلمٍ على وجه هذه الأرض.
إنّ المملكة العربية السعودية وطنٌ يستحقّ الفداء؛ فقد شَهِدَت وتَشهدُ المملكة رخاء اقتصاديًّا وتقدمًا ملموسًا في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية كافّة، كما أنّها أحدثت تحسّنًا واضحًا في مجالات التنمية البشرية كافّة، مثل تحسين مستوى المعيشة إلى جانب الخدمات الصحية والتعليمية والظروف البيئية كافّة، بالإضافة إلى الإمكانيات الشاملة للتنمية.
إن اليوم الوطني السعودي هو مناسبة وطنية عظيمة، نستحضر فيها الماضي المجيد، وننظر إلى الحاضر المزدهر، ونستشرف المستقبل المشرق في ظل رؤية السعودية 2030. وهو أيضًا فرصة للتأكيد على أن القوانين والأنظمة السعودية كانت ولا تزال ركيزة أساسية في بناء وطن قوي، يحفظ حقوق مواطنيه ويدعم تطلعاته.
محمد مبارك البريكي
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.