دولة وتأسيس

-
إن مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَى بِلَادِنَا – بِلَادِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الممْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ – أَنْ جَعَلَهَا قَلْبَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَمَحَطَّ أَنْظَارِ الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ، وَالثِّقَلِ الْعَالَمِيِّ بِعَامَّةٍ، تَتَفَيَّأُ فِي تَارِيخِهَا الْإِسْلَامِيِّ المُشْرِقِ، عَقِيدَةً سَلَفِيَّةً، وَدَعْوَةً إِصْلَاحِيَّةً تَجْدِيدِيَّةً، وَمَنْهَجًا وَسَطِيًّا مُعْتَدِلًا، تَرَسَّمَتْ هَدْيَ سَيِّدِ الْأَنْبِياءِ، وَالصَّحَابَةِ الْفُضَلَاءِ، وَأَئِمَّةِ الْهُدَى الْأَتقِياءِ الْأَوْفِياءِ، فِي الْعَمَلِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَمُجَانَبَةِ الْبِدَعِ وَالْخُرَافَاتِ، وَالْآرَاءِ الشَّاذَّةِ وَالضَّلَالَاتِ، فَأَسْفَرَتْ عَنِ التَّمْكِينِ الْمَكِينِ لِهَذَا الدِّينِ المتِينِ، فَكَانَتْ أُنْمُوذَجًا وَاقِعِيًّا لِتَجَدُّدِ المنْهَجِ السَّلَفِيِّ السُّنِّيِّ، وَصَلَاحِيَّتِهِ لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ.
وَلِذَلِكَ فَمِنَ الْوَاجِبِ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ خَاصَّةً فِي هَذِهِ الْبِلَادِ السُّعُودِيَّةِ المبَارَكَةِ، لُزُومُ الْجَمَاعَةِ بِطَاعَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ، وَالْحَذَرِ مِنَ الِافْتِئَاتِ عَلَيْهِ. والدُّعَاءُ لِهَذِهِ الْبِلَادِ حُكَّامًا وَمَحْكُومِينَ أَنْ يُدِيمَ اللهُ الْخَيْرَ فِيهِمْ، وَأَنْ يَحْفَظَ أَمْنَهُمْ وَإِيمانَهُمْ، فَالدُّعَاءُ لَا سِيَّمَا بِظَهْرِ الْغَيْبِ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَدَلُّ عَلَى صِدْقِ صَاحِبِهِ وَإِخْلَاصِهِ فِي اِتِّبَاعِ أَمْرِ اللهِ وَرَسُولِهِ r فِي سَمْعِهِ وَطَاعَتِهِ لِوُلَاةِ أَمْرِهِ. وَالْوَاجِبُ أَيْضًا عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْبِلَادِ وَجَمِيعِ المسْلِمِينَ الدفاعُ عَنْ بِلَادِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الممْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ، وَالسَّعْيُ بِمَا فِيهِ حِفْظُ دِينِهَا وَدُنْيَاهَا، فَهِيَ مَهْبِطُ الْوَحْيِ، وَقِبْلَةُ المسْلِمِينَ، وَمَأْرِزَ الْإِيمانِ، وَأَمْنُهَا أَمْنٌ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً. حَفِظَ اللهُ الممْلَكَةَ الْعَرَبِيَّةَ السُّعُودِيَّةَ حُكَّامًا وَمَحْكُومِينَ وَكَفَانَا اللهُ شَرَّ الْأَشْرَارِ وَكَيْدَ الْفُجَّارِ.
كتبه / محمد بن عبدالله الشهري
الافاقمه / مركز خاط
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.