المحليات

بين الهوية والأنتماء .. يتحول الألم إلى لغة سينمائية 

ريداء العتيبي - جدة

تدارست الجلسة التجربة الشابة في صناعة الفيلم السعودي، مقدّمة للجمهور قصةً هزّت الرأي العام السعودي، وأيقظت الأسئلة الوجودية حول الهوية:
من يحدد هويتنا؟ أهو الدم أم الذكريات؟ أهي الجينات أم سنوات التنشئة؟

‎شهد المهرجان السينمائي بنسخته الثالثة، وبجلساته الحوارية، في جلسته الحادية عشرة، عرضاً لبرنامج “فيلم سوار: خلف الكواليس”.

أدارت الجلسة أ.د خلود الملياني ، عضوة هيئة التدريس في كلية الاتصال والإعلام، متناولة محاور شيقة مع الضيوف الكرام:

* مجد القرشي – المخرجة الفنية

* بلال البدر – مدير التصوير

* أسامة الخريجي – الرئيس التنفيذي لشركة حكواتي إنترتينمنت

‎وانطلق الضيوف بالجمهور إلى عوالم الإخراج والتصوير والتحديات التي واجهتهم، مؤكدين أن رحلة الفيلم لا تتوقف عند القصة، بل عند أثرها في أذهان المشاهدين. واستند الفيلم إلى قصة حقيقية عاشها المجتمع، تغوص في معاني الفقد والانتماء، متنقلاً بين شوارع نجران وأزقة أنطاكيا، ومن طبيعة العلا الساحرة إلى صالات المهرجانات السعودية.

‎بدأت أ.د. خلود الملياني بتقديم خلفية الحكاية وكيف صُنعت الصورة، مبيّنة كيف تحوّلت حادثة مأساوية إلى فيلم ينسج خيوط الألم بين عائلتين، بين حيرة الهوية ومعنى الانتماء.

‎وتحدث أسامة الخريجي عن تحويله القصة إلى عمل سينمائي، موضحاً أن “سوار” امتداد لرؤية يسعى لترسيخها في الدراما السعودية. واستعرض بداياته مع موجة اليوتيوب، بإطلاق مسلسل “شقة العيال” مع شريكه أسامة الصالح بالطابع الكوميدي، مشيراً إلى أن الدراما آنذاك لم تكن تعكس المجتمع السعودي. وأضاف أن المملكة مليئة بالقصص الواقعية والتاريخية التي تستحق أن تُروى لأنها مستوحاة من بيئتنا.

‎وبيّن أن معرفته بقصة الفيلم جاءت عبر زملاء صحفيين، وهو ما فتح له باب الفرص وخاصة مع إطلاق رؤية 2030 وإعلان صندوق “ضوء”، ليظفروا بالجائزة. وأكد أن ارتباط الجمهور بالقصة كان سبباً رئيسياً في نجاح الفيلم، فالأعمال التي تحكي واقع المجتمع هي المفتاح للوصول إلى قلوب الناس، وفي مجتمع متنوع الثقافات يبقى الجميع أبناء وطن واحد.

‎وفي محور آخر، وجّهت أ.د. خلود سؤالاً إلى مدير التصوير بلال البدر حول رؤيته واتخاذه قرار الانضمام للفيلم، مشيدةً بالطابع البصري الرائع الذي أضفاه التصوير عبر تنقله من العلا إلى نجران وصولاً للطابع التركي.

‎رحّب بلال بالحضور مؤكداً أن البداية دائماً مع النص، فهو الأساس. فالقصة حقيقية وواقعية، كتبَت بالحبر لكنه تخيلها بالضوء. وأشار إلى أن التحديات كانت كبيرة بسبب ضعف التواصل مع الطاقم، وأن التحدي في التصوير ليس المعدات فقط بل التحضير والتجهيز. وأوضح أن العمل اعتمد بشكل كبير على الإضاءة الطبيعية، وهو ما يتمناه دائماً.

‎وأضاف أن التصوير بالنسبة له أسلوب حياة؛ فهما عيناه منذ يستيقظ، لا يتعامل مع الكاميرا كأداة تقنية بل كوسيلة تفعّل الحواس الخمس، يخزن بها كل ما يراه كتغذية بصرية. وأشاد بالإضاءة الطبيعية التي يجهل الكثير عظمتها.

‎وعقبت أ.د. خلود بأنهم —كمشاهدين رغم عدم كونهم من طاقم الفيلم— لمسوا بوضوح جماليات الدمج البصري بين مواقع التصوير في السعودية، مما منح العمل لمسات فنية وسينمائية خلاّبة.

‎ثم تحدثت مجد القرشي عن دورها كمخرجة فنية، مؤكدة أن اكتشاف الشغف والعمل الميداني هما ما يصقل المبدع. ونصحت بالسعي وراء الشغف رغم التحديات، خاصة في تمثيل الهوية، قائلة:
”أنت تمثل نفسك وتمثل مكانك وبيئتك.”
وأضافت أن التحديات لا تنتهي، لكنها تمنح المعرفة أولاً وتجعل الآخرين يعرفونك لاحقاً، مختتمة برسالة مهمة:
”ضع بصمتك أينما حللت.”

‎وفي ختام الجلسة، شكرت أ.د. خلود الملياني الضيوف، متمنية لهم تمثيل الهوية السعودية في أعمالهم القادمة.

وأيضاً لا ننسى أن الابداع عندما يلتمس مع جذور هويتنا ، و تُرجم بالإنتماء عبر عدسة مصوّر ومخرج يُتقنان الرواية ، لحظة لا تشبه اللحظات الأخرى ، بين الفن والرسالة تفاعلت الرؤى وتلاقت المشاعر ، فخرج الجمهور بتجربة وجدانية وبصرية تركت أثرها بعمق

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com