المحليات

د.مير : ” الإشعاع العلاجي ” دقة تستهدف “الورم” وتحمي الأنسجة السليمة

قال استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير ، إن العلاج بالأشعة يعتبر أحد الأعمدة الأساسية في علاج الأورام، ويعتمد على استخدام جرعات محسوبة بدقة من الإشعاع لتدمير الخلايا السرطانية أو تثبيط قدرتها على الانقسام ، وهذا النوع من العلاج لا يُعطى بشكل عشوائي أو عام، بل يتم تطبيقه وفق خطط دقيقة تُراعي نوع الورم، ومرحلته، وموقعه، ومدى حساسيته للإشعاع، مع الحرص على حماية أنسجة الجسم السليمة قدر الإمكان.

وأضاف أن العلاج الإشعاعي يعمل على اختراق الخلية السرطانية وإحداث اضطرابات في مادتها الوراثية، مما يؤدي إلى توقفها عن التكاثر وبالتالي تراجع الورم تدريجياً. ورغم أنّ الإشعاع موجّه أساساً للخلايا المريضة، إلا أن الطب الحديث طوّر أساليب دقيقة للغاية تقلل من وصوله إلى الأنسجة السليمة.

وأشار د.مير إلى أنه ليس كل مريض سرطان يحتاج إلى العلاج الإشعاعي؛ فقرار استخدامه يعتمد على طبيعة الورم وخطة الفريق الطبي ، فبعض الأورام تستجيب أفضل للجراحة، وبعضها للعلاج الكيميائي أو المناعي، بينما تعد الأشعة الخيار الأمثل لأورام معينة مثل أورام الرأس والرقبة، والبروستات، والثدي، والدماغ، وأورام الجهاز اللمفاوي، بالإضافة إلى استخدامه كعلاج تلطيفي لتخفيف الآلام لدى بعض المرضى ، لذلك فإن استخدام الإشعاع يتم بناءً على معايير علمية دقيقة وليس كخيار تلقائي لكل الحالات.

وفيما يتعلق بما يشاع حول أن العلاج الإشعاعي قد يسبب تدميراً لأعضاء أخرى في الجسم يواصل د.مير حديثه:

هذه المعلومة غير دقيقة عند الحديث عن الأجهزة والتقنيات الحديثة، فالتطورات المتسارعة في الحقول الطبية جعلت من العلاج الإشعاعي أكثر أماناً ، فقد أصبح بالإمكان اليوم توجيه الإشعاع بشكل ثلاثي أو رباعي الأبعاد، مع تتبع حركة الورم أثناء التنفس، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد الجرعة المثلى لكل مريض ، وكل هذا ساعد في حماية أعضاء الجسم الحيوية مثل القلب والرئتين والكبد والعمود الفقري .

وأضاف أن التطورات الحديثة في علاج الأورام بالأشعة تشمل أجهزة العلاج الإشعاعي فائق الدقة ، وتقنية العلاج الإشعاعي الموجه بالصور ، إضافة إلى العلاج الإشعاعي بالبروتونات الذي يعتبر من أحدث الأساليب وأكثرها دقة في حماية الأنسجة السليمة، حيث يطلق طاقته داخل الورم فقط تقريباً دون انتشار غير مرغوب فيه ، كما ظهرت تقنيات متطورة جدا لعلاج أورام الدماغ والعمود الفقري دون الحاجة إلى تدخل جراحي، وهي ثورة حقيقية في الطب الإشعاعي.

وحول ما إذا كان تأثير العلاج الإشعاعي يستمر لسنوات طويلة، أوضح د.مير : الإشعاع لا يبقى داخل الجسم بعد انتهاء الجلسات ولا يجعل المريض “مشعاً”، وهي نقطة يسيء البعض فهمها ، والتأثير يقتصر على الخلايا التي تم علاجها أثناء الجلسات، وبعد انتهاء البرنامج العلاجي يعود الجسم لوضعه الطبيعي تدريجياً ، وقد يترك العلاج بعض الآثار الجانبية المتأخرة لدى نسبة محدودة من المرضى، خاصة في حال كانت الجرعات عالية أو كان الورم قريباً من أعضاء حساسة، لكن هذه الآثار أصبحت أقل بكثير مما كانت عليه في العقود الماضية بفضل التقنيات الحديثة.

وأكد د.مير في ختام تصريحه ، أن العلاج بالأشعة أصبح اليوم أكثر أماناً ودقة، وأنه ينقذ حياة آلاف المرضى حول العالم سنوياً ، مشددا على أهمية التوعية والتثقيف الطبي لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول العلاج الإشعاعي، والتأكيد على أن الفريق الطبي يضع حماية المريض ورفع جودة حياته في مقدمة أولوياته في كل مرحلة من العلاج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com