د.براشا : تأخير الحمل بعد “الزواج” يجب أن يكون قرارًا مدروسا وليس عشوائيًا

أكد استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية بمجمع صحة المرأة للنساء والولادة والخصوبة بجدة الدكتور نبيل محمد إعجاز براشا ، أن قرار تأخير الحمل بعد الزواج مباشرة لأسباب تتعلق بالدراسة أو الوظيفة يعتبر أمرا شخصيا، لكنه يحتاج إلى وعي وتخطيط طبي مسبق، إذ إن هناك عوامل صحية وعمرية يجب أخذها بعين الاعتبار قبل اتخاذ مثل هذا القرار ، فتأخير الحمل لعدة أشهر أو حتى سنة واحدة بعد الزواج عادة لا يشكل خطرًا على الخصوبة، بشرط أن تكون الزوجة سليمة من أي أمراض نسائية أو هرمونية، وأن تتم المتابعة الدورية مع الطبيب المختص ، إلا أن التأخير لفترات طويلة تتجاوز ثلاث إلى خمس سنوات قد يُعرض بعض النساء لصعوبات في الحمل، خاصة إذا كانت هناك مشكلات كامنة لم تُكتشف مسبقًا مثل اضطرابات التبويض أو بطانة الرحم المهاجرة.
وأضاف أن أفضل فترة للحمل والإنجاب من الناحية الطبية هي بين سن 20 إلى 35 عامًا، حيث تكون خصوبة المرأة في ذروتها، ويكون الجسم أكثر قدرة على تحمل الحمل والولادة، وتقل نسب المضاعفات الصحية للأم والجنين ، ومع ذلك فإن تحديد الوقت المثالي يختلف من حالة لأخرى حسب ظروف الزوجين الصحية والنفسية والاجتماعية.
وفيما يتعلق باستخدام موانع الحمل في بداية الزواج شدد د.براشا على أن استخدام وسائل منع الحمل الحديثة مثل الحبوب أو اللولب أو الحاجز الطبي لا يسبب العقم نهائيًا إذا تم استخدامها بشكل صحيح وتحت إشراف الطبيب، ولكن الخطر يكمن في الاستخدام العشوائي أو غير المناسب لنوع جسم الزوجة أو حالتها الهرمونية، ما قد يؤدي إلى اضطرابات مؤقتة في الدورة أو الإباضة.
ويوجّه د.براشا نصيحة مهمة لكل امرأة تفكر في تأجيل الحمل بعد الزواج، بأن تراجع طبيبها قبل البدء باستخدام أي وسيلة لمنع الحمل، لمعرفة الأنسب لها، وأن تحرص على نمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة وممارسة الرياضة والابتعاد عن التوتر، لأن هذه العوامل تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على الخصوبة على المدى الطويل ، وفي حال قررت المرأة الإنجاب بعد سنوات من الزواج ولم يحدث الحمل تلقائيًا، فهنا يجب مراجعة الطبيب المختص، فالطب يوفر خيارات علاجية فعالة تبدأ من الأدوية البسيطة لتحفيز التبويض، مرورًا بوسائل الإخصاب المساعد مثل التلقيح الصناعي، وصولًا إلى الحقن المجهري، مع التأكيد على أهمية التشخيص الدقيق لمعرفة السبب الحقيقي وراء تأخر الحمل قبل البدء بأي علاج ، فالتخطيط الواعي للحمل والإنجاب هو جزء من الصحة الإنجابية السليمة، داعيا الأزواج إلى التوازن بين الطموحات الدراسية والمهنية، وبين متطلبات تكوين الأسرة في الوقت المناسب صحيا ونفسيا.
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.





