غيداء موسى - مكة المكرمة -
مائدة الرحمة في أطهر بقاع الأرضفي قلب العاصمة المقدسة ، حيث تعانق الروح الطمأنينة والسكينة، يتجلى مشهدٌ إيماني لا مثيل له كل مساء في شهر رمضان المبارك. آلاف الصائمين من شتى بقاع الأرض يفترشون ساحات الحرم المكي، منتظرين لحظة أذان المغرب، حيث تُمد موائد الكرم والخير في مشهد يفيض بالرحمة والتآخي. إن وجبة إفطار الصائم داخل الحرم ليست مجرد وجبة تُقدَّم، بل هي تجربة روحانية خالصة، تتجسد فيها أسمى معاني التكافل والبذل في أطهر بقاع الأرض.
رعاية المملكة لتنظيم الإفطار:
خدمة تليق بضيوف الرحمن
لا يمكن الحديث عن إفطار الحرم دون الإشارة إلى الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لضمان تنظيم هذه المائدة المباركة على أعلى مستوى. فمن خلال الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ووزارة الحج والعمرة، وبمشاركة عدد من الجهات الرسمية والخيرية، يتم وضع خطة متكاملة تضمن وصول وجبات الإفطار إلى الصائمين بسلاسة ودون تزاحم، وسط أجواء إيمانية تعكس رقي الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
يتم الإشراف على اختيار وجبات الإفطار بعناية، بحيث تكون متكاملة غذائيًا وخفيفة في الوقت نفسه، مراعاةً للصائمين الذين يستعدون بعدها لأداء صلاتي المغرب والعشاء ثم التراويح. كما تُطبّق أعلى معايير الصحة والسلامة لضمان جودة الطعام المقدم، مع تنظيم دقيق يسهّل توزيع الوجبات في الوقت المناسب.
ولا يقتصر الدور على توفير الوجبات فحسب، بل يمتد ليشمل فرقًا من المتطوعين ورجال الأمن والكوادر الميدانية التي تساهم في التوجيه والتنظيم، لتسهيل حركة المصلين والصائمين، مما يعكس نموذجًا فريدًا من العمل الجماعي المتكامل لخدمة زوار بيت الله الحرام.
جمعية نماء الأهلية ودورها في خدمة إفطار الصائمين، في مقدمة الجهات الخيرية التي برز دورها في خدمة إفطار الصائمين داخل الحرم المكي، تأتي جمعية نماء الأهلية، التي حققت جائزة التميز في خدمة ضيوف الرحمن لهذا العام، نظير جهودها الحثيثة في تقديم وجبات الإفطار للصائمين داخل الحرم المكي، بأسلوب يتسم بالاحترافية والكرم.
تُعدّ وجبات الإفطار التي تقدمها الجمعية نموذجًا للجودة والاتقان، حيث تُعد وفق أفضل المعايير الصحية المتقدمة، مع مراعاة التنوع الغذائي، لتلبية احتياجات مختلف الصائمين من عدة ثقافات، وإلى جانب تقديم الوجبات، تلعب الجمعية دورًا هامًا في تنظيم عمليات التوزيع، عبر فرق من المتطوعين المدربين الذين يحرصون على خدمة الصائمين بابتسامة واحترافية، ليكون الإفطار تجربة روحانية مميزة تليق بمكانة الحرم الشريف.
حصول جمعية نماء على جائزة التميز في خدمة ضيوف الرحمن هو تتويج لسنوات من العطاء المتواصل، ورسالة تؤكد التزامها الدائم بتقديم أفضل الخدمات لضيوف بيت الله الحرام، بما يعكس القيم الإنسانية العظيمة التي تنطلق منها الجمعية.
سقيا الماء: خدمة متواصلة على مدار العام
في الجمعية، لا تتوقف جهود جمعية نماء عند مائدة الإفطار، بل تمتد على مدار العام من خلال مبادرتها المباركة “سقيا الماء”، التي تضمن توفير عبوات الماء لضيوف الرحمن داخل الحرم وخارجه، في سبيل تخفيف العناء عن الزوار والمعتمرين، ومساعدتهم على أداء عباداتهم براحة وطمأنينة.
هذه الجهود المباركة، سواء في إفطار الصائمين أو سقيا الماء، ترسم لوحة من العطاء الخالص، وتؤكد أن خدمة ضيوف الرحمن ليست مجرد مسؤولية، بل هي شرف عظيم يحمل في طياته الأجر الكبير، ليظل الحرم المكي منارة للكرم والجود، تحت مظلة عناية الدولة وأيادي الخير التي تعمل بصمت وإخلاص لخدمة زواره على مدار العام.
الموقع الرسمي لجمعية نماء بمنطقة مكة المكرمة تصريح رقم ٦٦٤
https://namaa.sa/stores/001422
اكتشاف المزيد من صحيفة صوت الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
